من أسرار الرجال


 


 


 

يعذب المرأة كثيرا صمت الرجل.. إنها لاتدري لماذا يصمت.. ذاك لأنها لاتصمت إلا عندما تكون غاضبة أو محبطة أو حزينة.. أما حينما ترتاح فهي تثرثر

مالا تعرفه المرأة عن الرجل.. هو أن الصمت هو الحالة الطبيعية لديه.. فهو يصمت لأنه ببساطة ليس لديه مايقوله

وتحاول المرأة أن تستجره للكلام.. لأنها تعرف أنها إذا صمتت فهي تنتظر منه أن يسألها.. عن سر صمتها.. ثم تبدأ بالأسئلة التي يضيق بها الرجل ذرعا.. ويعتبرها تحقيقا

ويصاب بالحيرة أمامها لأنه ببساطة.. لايعرف ماذا يقول

لذا فعلى حواء حينما يصمت وترغب في أن يتكلم.. ألا تلاحقه بالأسئلة.. وإنما تسترسل في الحديث عن موضوع يحبه.. بطريقة سلسة ناعمة.. وسوف يتجاوب معها. .جربي

*******

تقدم المرأة الكثير للرجل.. وتصدم حينما تطلب منه شيئا ثم يصيح في وجهها أنه لايستطيع

مع أنه طلب تافه جدا

مالاتعرفه المرأة عن الرجل هو أنه شديد التركيز فيما حوله وأي تشويش يثير أعصابه

حتى وإن كان يحبها

لذا فعليها أن تتجنب أن تطلب منه ماتريد حينما يكون منهمكا في أي شيء.. أي شيء.. حتى لو كان شيئا تافها في نظرها

*******

تنتظر المرأة من زوجها أن يكون فارسها الذي يحنو عليها ويرق لشكواها

ولكنها تصدم حينما تشتكي له.. بأنه يقول: الموضوع تافه ولا يستحق منك هذا القلق

وتظنها لامبالاة منه بها

ومالا تعرفه المرأة هو أن الرجل يقدم لها مايحتاجه هو ظنا منه أنه حل سيريحها مثل مايريحه.. فهو يحتاج ممن حوله إلى الثقة بقدراته.. وقدرته على حل الصعاب

وعند الرجال مثل هذا الرد يعتبر منطقيا جدا ومطلوبا.. أنه يعني: أنت قوي بما فيه الكفاية.. لتتجاوز هذا الأمر بسهولة

ولكن المسكينة تغرق في حزنها وتتهمه باللامبالاة

*******

وإلحاقا بهذه النقطة فإن المرأة تستغرب من الرجل عصبيته وعدم تقديره لاهتمامها به

وردوده الفظة على أسئلتها التي توحي بالقلق عليه

إنها تحتاج الاهتمام والحنان.. وتظن أنه يحتاجه

هو يحتاجه ولكن ليس بهذه الطريقة.. انه يحتاج منها أكثر إلى أن تحسسها بثقتها.. وإكبارها وتقديرها

*******

تستغرب المرأة حينما تذهب مع زوجها للسوق أنه يصبح عصبيا ويستعجلها.. فيما تريد هي أن تختار على مهل.. وكثيرا ماينتهي التسوق بمشكلة

مالا تعرفه المرأة هو أن التسوق ليس مشكلة عند الرجل.. بل المشكلة في أن الرجل يميل دائما إلى التركيز في نظراته.. تفكيره.. كلماته

لذا يتعبه التشويش الموجود في السوق.. كثرة البضائع.. والمحلات.. والبائعين.. فيما تستمتع المرأة بهذا التنوع.. وهي لاتفهم لم هو عصبي هكذا

للمعلومية.. تستطيع المرأة أن تتحدث بالهاتف وهي تحمل طفلها.. وتراقب طبق العشاء على النار .. بكل يسر .. بينما يعتبر الرجل مثل هذا تعذيباً

*******

ما أن يبدي الرجل ملاحظته على المرأة في زيها.. طريقة كلامها.. حتى تبادر بالتغيير إرضاء له.. ولكن يحترق قلب المسكينة حينما لاترى منه هذا التجاوب.. بل تراه عنيدا أحيانا في إجابتها لما تريده من تغيير

المرأة ببساطة تسعى لأن ترضي زوجها.. أما هو فيعتبر محاولة التغيـير تحديا صارخا لشخصيته.. فيقاوم

مالا تعرفه المرأة هو أن الرجل لابد من أن يحس بالقبول من المرأة، إذا أحس بالقبول ارتاح كثيرا ولم تعد مسألة التغيـير حساسة بالنسبة له

*******

أكبر خطأ تقـترفه المتزوجات حديثا في حق أزواجهن هو أن تدخل بيت زوجها وفي رأسها فكرة: سأغيره نحو الأفضل

بعدما تحسس المرأة الرجل بالقبول.. تستطيع لفت انتباهه إلى ماتريد بغير النصح.. فمثلاً

:

أحبك كثيرا حينما تجلس بجانبي وأنا متضايقة

أنت كبير في عيني وتكبر أكثر حينما تحتويني وأنا أشتكي لك

*******

أحيانا تلاحظ المرأة.. رغم أنها لم تقصر في شيء.. إلا أن الرجل صار عصبيا فظا سهل الاستثارة.. ينـتـظر حدوث أدنى مشكلة.. ليخرج من المنزل.. تغضب هي.. وبعد يومين يعود هـو إلى وضعه الطبيعي.. وكأن شيئا لم يكن

تنتظر منه أن يعتذر.. وهو لايفهم لماذا تعامله بهذه العجرفة.. مما يزيد الأمور سوءا

مالا تعرفه المرأة عن الرجل هو أنه يصاب بدورة عاطفية شهرية.. هذه الدورة لابد منها وإلا اختنق حبا

الرجل بعد فترة يحس بفقدان التوازن.. وبحاجة لأن يعيش مع نفسه فقط.. يدخل إلى أعماقه ويغلق عليه أبواب كهفه والويل لمن يقـترب.. وهذا سر المزاج العصبي

وبعد أن تنتهي الدورة تستمر يومين أو ثلاثة على الأكثر.. يعود وكله حب وشوق إلى زوجته التي لايفهم لماذا هي عصبية غير لطيفة

غالبا.. حينما يدخل الرجل كهفه تلاحقه المرأة.. تظن أنه غاضب منها.. وملاحقتها تزيده انسحابا

على المرأة أن تـترك الرجل براحته لانه يحتاج هذه العزلة.. وتستقبل عودته إليها بحب وحنان

*******

يوميات زوج سعيد جدا

1





التقطت مفاتيح سيارتى على عجل وهرولت



باتجاه الباب لأدرك صلاة العشاء

عندما سمعت الصوت المعتاد

:خذ هذه ورقة بما نحتاجه من السوق وأريدها كلها

اليوم رمضان إقترب

تناولت الورقة صاغرا .... فعشر سنين من الزواج

كفيلة بترويض أسد هصور



دسست الورقة فى جيبى دون النظر إليها مؤثرا

السلامة مما قد يصيبنى من توبيخ محقق إذا

استشفت زوجتى من النظرة امتعاضا أو ترددا فى

سرعة التنفيذ







خرجت من المسجد مشمرا عن ساعد الجد

للمهمة الجليلة

فى السيارة أخرجت الورقة كما أخرجت دفترا

صغيرا أخفيه بعناية لأعيد ترتيب المتطلبات حسب

أماكن تواجدها بالأسواق

اكتسبت هذه العادة مؤخرا بعد أن اكتشفت

– متأخرا جدا –

أن زوجتى تتعمد بعثرة المتطلبات فى الورقة بقدر

ما تستطيع

فإذا احتاجت ثمناية أصناف من العطارة فهى لا

تكتبهم متجاورين بل تكتب أول أربعة منهم

متجاورين وذلك لكى تعطينى الانطباع بأن هذا كل

ما تريده من عطارة ثم توزع الباقى بين أصناف

اللحوم والخضار والمنظفات فلا أكتشفها إلا عند

الجزار ويكون الوقت قد فات للعودة 20 كيلو مترا

وسط الزحام لإحضار 100 جرام ورق غار ، فأعود

بدونها واقف أمامها كتلميذ خائب يخفق دائما فى

الامتحان

( وعند ذلك يهان الزوج أو يهان )





انتهيت من ترتيب المتطلبات وانطلقت أولا إلى

محل العطارة

وبدأت أملى على البائع

منشليش مطحون – سبلدج أسود حب – وراغ

ورق صغير – ملسويس خشن – حمنش أصفر -

فشخمان إيرانى

…..

البائع : موجود ولكن عندنا ملسويس ناعم فقط

…..

حسنا سأبحث عنه فى مكان أخر.. كم الحساب؟

البائع : 117 ملطوش ولكن لا يوجد ملسويس

خشن فى السوق لم يعد أحد يستورده لن تجد

سوى الناعم


بائع حقير…

منذ سنوات

- والقلب غض والآمال واعده -

كنت أصدق مثل هذا البائع

فما أن أعود إلى زوجتى بما قال حاملا البديل

حتى تصب على رأسى كل ما فى قاموس التهكم

والسخرية من كلمات على غفلتى وخيبتى الثقيلة

وكيف ضحك على البائع لأشترى ما لديه وتؤكد لى

أن جارتنا قد اشترت نفس الغرض أمس فقط



المهم .. شكرت البائع وطفت سوق العطارة كله

بحثا عن ملسويس خشن بلا فائدة

اتصلت من الموبيل

…… السلام عليكم

…… نعم

لا يوجد ملسويس خشن فى كل السوق لا يوجد

سوى ملسويس ناعم

……

إنت فلوسك كثيرة ؟ تتصل من الموبيل علشان

حاجة زي دي ؟ ماتعرفش تتصرف مرة واحدة من

نفسك؟ أشترى ناعم طبعا ولا انت عايزنا نقضي

رمضان من غير ملسويس حسبى الله ونعم

الوكيل فيك



عدت إلى البائع وطلبت ملسويس ناعم ناولني

إياه وابتسامة شامتة مرسومة على وشّـه



عدت إلى سيارتى لأجد أحدهم وقد أغلق على

الطريق بسيارته ,, انتظرت لمدة نصف ساعة وأنا

أكاد أنفجر من الغيظ ، الويل لى إن أغلقت

الأسواق قبل أن أشترى كل ما بالورقة

أخذت أتخيل ما سأفعله بصاحب السيارة ، لأفجرن

فيه قهر السنين

وصل أخيرا وأتجه إلى سيارته كطاووس متبختر

كظمت غيظى وعفوت

- امتثالا للآية الكريمة-

ثم امتثالا لهاتف العقل حيث إن وزن المذكور لا

يمكن أن يقل عن المائة وخمسين كيلو جراما

بحال من الأحوال



قفزت إلى سيارتى وقبلتى سوق الخضار

....

وصلت إلى سوق الخضار

كم أحس بالاختناق هنا فأنا من

( رُهاب الزحام )

ولكن بدرجة أقل من

( رُهاب الزوجات )



انطلقت على بركة الله بين المبسطات حاملا

الورقة بين أسنانى لانشغال يدى وكتفى بحمل ما

لذ وطاب ، خطر لى استئجار أحد الحمالين ولكنه

كان مطلبا أعز من الخل الوفى فى مثل هذا

الزحام


أحرص دائما على الفصال مع شدة كرهى له

ولكن امتثالا لأوامر حرمنا المصون التى لا تنسى

السؤال عن سعر كل سلعة قبل الفصال

وبعده ...فإذا أرتج على القول كعادة كل كذوب

صاحت بحكمتها المفضلة

( أطبعك والطبع فيك غالب )

وتمسك عن إكمالها لوضوح القصد وتعففا عن ذكر

الذيول



من بين المتطلبات ( فلفل رومى أصفر ) لم أجده

….

هناك أخضر و أحمر فقط مددت يدى إلى الموبيل

ولكن تذكرت موقعة ملسويس الحربية وما نالني

فيها فتوكلت على الله و اشتريت فلفلا ذا لون

أحمر



أوصلت الخضار والفواكه إلى السيارة و أنا أشهق

بأنفاسى ويتصبب منى العرق

لمحت البقالات على الجانب الأخر من الطريق

فعبرت الطريق متقافزا بين السيارات كراقص باليه

محترف



أعانى مشكلة عويصة فى هذه البقالات...

أقف وسط الزبائن أمام ثلاجة الأجبان والمخللات

فيتجاهلنى البائعون تماما ملبين طلبات كل من

حولى ... وكثيرا ما وقفت أمام المرآة فى حمامى

أحملق فى صورتى لعلى أكتشف السبب …..

ولكن عجزت تماما



الصبر يا رب …….

أخذت أبتسم للبائع ابتسامات عريضة عل بياض

أسنانى يلفت نظره

أخيرا تلطف البائع بإجابة طلباتى

ولكن جبن فلمنك شركة رحمانى اختفى من

السوق.. لا يوجد سوى جبن فلمنك شنخوانى

لا بأس كله فلمنك …… أخذت شنخوانى

دفعت الحساب ووضعت الأغراض على المقعد

الخلفى والباقى على المقعد الأمامى وانحشرت

بين الأغراض لأقود السيارة إلى البيت



وصلت أخيرا وقضيت حوالى الساعة فى رحلات

مكوكية بين منزلنا العامر فى الطابق الثالث

والسيارة لنقل كل الأغراض

دخلت بالدفعة الأخيرة من الأغراض وأنا أكاد أحبو

على أربع



وجدت زوجتى واقفة فى المطبخ وسط الأغراض

ويديها فى وسطها كقائد ملهم يستعرض قواته

…….

السلام عليكم

……

هل اشتريت كل ما طلبت

……

نعم الحمد لله

……

هات الورقة التى بها الطلبات

ألقت عليها نظرة سريعة ومدت يدها إلى أحد

الأكياس

الحقيقة أن الله قد من على بزوجة ذات موهبة

رائعة

تفوق موهبة سحرة برامج المنوعات التلفزيونية

فمن بين الثمانين كيسا وصندوقا سحبت أول

كيس فكان كيس الفلفل الأحمر ثم سحبت الكيس

التالي فكان طبعا كيس الجبن الشنخوانى

نظرت إلى بدهشة واستنكار



فهوى قلبى إلى قرار سحيق

….

….



صرخت زوجتى

……

جبن شنخوانى

!!!!!!!!!!

……


لم أجد رحمانى

……


ولماذا لم تتصل لتسألنى قبل شراءه أليس فى

يدك موبيل؟



أضغط على أعصابى بكل ما أوتيت من قوه حتى لا

أنفجر



….. كله جبن فلمنك

….


لا .. نحن لا نحب هذا النوع …لا بد أن ترجعه



فى بعض الأحيان يضطر الزوج إلى اتخاذ قرار

ديكتاتورى قبل انفلات زمام الأمور

اتخذت قرارى وبحسم وهدوء يسبق عاصفة

هوجاء قلت

……

لن أُعيد شيئا

…..


على راحتك أنا لن أكل منه وكذلك الأولاد لا يأكلونه

…..


حسنا سآكله أنا

….

….



على مائدة العشاء وجدت كرة الجبن الشنخوانى

- والتى تزن 2 كيلو-

موضوعة بكاملها على الطبق المقابل لمقعدى

وإلى جوارها السكين , حسناً إنها لحظة التحدى

وإثبات الذات , العيون كلها معلقة بى , تناولت

السكين واقتطعت جزءا ووضعته فى فمى

(( لعنة الله عليك يا شنخوانى ))



ما هذا الطعم !!!!!

أغمضت عينى وأخذت أمضغ بهدوء متصنعا أننى

غارق فى لذة الطعم الشنخوانى العريق

ابتلعت الجبن بعد جهد جهيد وقلت

…..

ما شاء الله هكذا يكون الجبن



رأيت فى العيون سخرية ماكرة ، عرضت على

الطفلين قطعه ولكنهما امتنعا

(( طبعا أمهما هى السبب ))



أكملت عشائى وتناولت خلاله نصف كيلو جبن

شنخوانى وغادرت المائدة وان أترنح من هول

العذاب



بعد صلاة الفجر فتحت الثلاجة وأحضرت

السكين وأخذت أقطع الكرة اللعينة إلى مربعات

صغيره ووضعتها فى علبة أنيقة

فى العمل أخذت أطوف بمكاتب الزملاء حاملا

العلبة فى يدى وأنا استحلفهم بالله ألا يرفضوا

مشاركتى هذا النوع الجديد من الجبن زاعما أنه

جبن فرنسى اسمه

( فاتلوا )

أحضره أخى معه من فرنسا أمس

تناولوا الجبن بتلذذ

( جُبِلَ الناس على حب كل ما هو مجانى )

….

….



عدت إلى المنزل سعيدا بالتخلص من هذا البلاء

ممنيا النفس بغذاء شهى ينسينى معاناة تلك

الليلة الرهيبة



على الغذاء سألتنى زوجتى أين ذهبت كرة الجبن

……

أكلت منها فى الإفطار وأخذت الباقى إلى العمل

حيث أنها جميلة جدا مع الشاى ولمحها الزملاء

فتختطفوها من بعضهم البعض


صمتت و أُفحمت تماما


(( أخيرا انتصرت عليها))



تناولت الغذاء ودخلت إلى سريرى لأنام القيلولة

استيقظت قبل المغرب وتوضأت وبينما أرتدى

ثيابى دخلت زوجتى وعلى وجهها ابتسامة جميلة

ووجها ينم عن فرحة غريبة لا أفهمها



(( هاهى أول نتائج انتصارى عليها ))

…….



هل نمت جيدا يا حبيبى

…..



الحمد لله

……





زينب زوجة حسين زميلك بالعمل اتصلت بى

……

وماذا تريد

……

طلبت منى أن أسألك سؤالا

……

خيرا إن شاء الله

…….

تسأل إن كنت تعرف من أى محل فى باريس

أحضر أخوك جبن (فاتلوا ) لأن أختها مسافرة غدا

وهى تريد تذوقه بعد أن حكى لها زوجها عن جمال

هذا الجبن الذى تذوقه من يدك الكريمة



رباه ما هذا الحظ

ألا يمكن أن أظل منتصرا لنصف يوم فقط

!!!!!!!!!!



 

2

للنساء حاسة عاشرة عجيبة ( للمزيد من المعلومات عن الحواس من 6 إلى 9 راجع كتاب نزهة الطهقان فى حواس النسوان )

هذه الحاسة تتعلق باستغلالهن للحظات ضعف الأزواج ( لا يروح فكركم لبعيد أنا أقصد هزيمة الجبن الشنخوانى )

فقد قالت زوجتى

……. أول يوم رمضان معزومين عند أمى

…… كل عام وأنتم بخير

……. لازم نروح بملابس جديده كل زوجات اخوتى سيكونون معنا

كدت أصرخ وهل حل رمضان فجأة حتى تنتظرى لأخر يوم فى شعبان .. ولكن تمسكت بالحكمة وقلت

…….. إن شاء الله

طلبت منى الذهاب إلى ذلك المحل الكبير الذى افتتح قبل يومين معلنا عن تخفيضات كبيره بمناسبة رمضان والعيد.

من أشد الأخبار وطأة على نفس العاقلين من الرجال سماع خبر افتتاح محل أو إجراء تخفيضات فى آخر حيث يندفع الناس إليهما كغرقى وجدوا قارب نجاه !!!!

ويقضى الزوج ليلة سوداء فى البيت إذا لم يوافق على الذهاب كما يقضى ليلة سوداء فى المحل إذا وافق.

وصلنا إلى منطقة المحل وأستغرق إيجاد موقف للسيارة 45 دقيقه نظرا لهمجية السائقين والتى تنتج عن أن معظمهم أزواج مقهورون ينفسون عن قهرهم ويودون الاشتباك مع أى أحد ( ماعدا زوجاتهم طبعا )

وصلنا إلى بوابة المحل وبحثنا عن عربة حمل الأغراض فلم نجد أى واحدة قالت زوجتى

……. غير مهم نحملها فى أيدينا

بمجرد دخولنا بكى طفلى الصغير ذو الثلاث سنوات خائفا من الزحام والضجة حاولت أن أهدئه بلا فائدة فحملته ليزداد بلائى وكربى

تتبع زوجتى الطريقة التالية لاختيار الملابس

( يعلن مصراوى عدم مسئوليته عن تحطيم أى من القراء الكرام لشاشة الكومبيوتر أثناء قراءة الطريقة )

تقف أمام حامل الملابس لمدة خمس دقائق بدون أى حركه _ تركز على قطعة معينه من الملابس لمدة دقيقتين _ تزيح جميع القطع التى على اليمين إلى أقصى ما تستطيع _ تنتظر دقيقه_ تزيح جميع القطع التى على اليسار إلى أقصى ما تستطيع _ تنتظر دقيقة _ تميل برأسها يمينا قليلا لتنظر إلى القطعة من الأمام لمدة دقيقة_ تعود إلى الوضع الأصلى وتنتظر دقيقة_تميل برأسها يسارا قليلا لتنظر إلى القطعة من الخلف لمدة دقيقة _ تعود إلى الوضع الأصلى _ ثم تتركها وتمشى !!!!!!!!

فى بعض الفرص السعيدة تجتاز القطعة جميع الاختبارات السابقة فتدخل إلى المرحلة التالية من الاختبارات

تأخذ القطعة وتخلصها من الشماعة وتعطينى الشماعة لكى أمسكها فى يدى ( تخيلوا أن هذه الحركة المعقدة جدا لا تستغرق سوى دقيقة واحدة ….. ما أكرمكِ يا زوجتى العزيزة )

بعد أن تصبح القطعة بين يديها الكريمتين تبدأ بالحركات التالية _ تجذب القطعة من الجانبين بقوة _ تكور القطعة وتضغط عليها بقوة _ تفرد القطعة _تدخل يديها داخل القطعة وتباعد بينهما الى أقصى ما تستطيع _ ترفع القطعة إلى أعلى بحيث تشكل زاوية قائمه مع مصابيح الإضاءة المثبتة فى السقف _ تبحث عن بطاقة بلد الصنع _ تقلب القطعة تماما _ تعيدها إلى الوضع الأصلى _ تقرأ بطاقة السعر _ تفكر لمدة لا تتجاوز ربع الساعة _ تتكرم بقذف القطعة فى وجهى لكى أعلقها على الشماعة وتتركها وتمشى !!!!!!!!!!

فى بعض الفرص السعيدة جدا والتى تجتاز فيها القطعة اللعينة جميع هذه الاختبارات تبدأ عملية القياس على الطفل والتى لا تستغرق سوى 20 دقيقة فى المعدل ثم تسألنى

……. ما رأيك 34 مضبوط ولا 36

…… 36 ( لم ألاحظ الفرق طبعا )

……. يعنى 36 أحسن من 34

.……نعم 36 أحسن من 34

…….. يعنى 34 صغير

…….. نعم 34 صغير

…….. أكيد 36 مضبوط

…… نعم نعم أكيد 36 مضبوط

…….. أخذ لها البنى أم الأزرق

…… خذى الأزرق

…… ولكن معظم ملابسها من درجات الأزرق

…… خلاص خذى البنى

…….. ولكن ليس عندها حذاء يناسب البنى

……. نشترى لها حذاء بنى

تفكر لمدة عشرة دقائق

…… خلاص سوف أخذ البنفسجى

....

أمضينا أربع ساعات كاملة وعضلات ظهرى تطالب بالرحمة أو حتى بمحكمة الظلم الدولية فى لاهاى

وكل نصف ساعة تـلتـفت إلى وتقول مهددة

…… مالك تمشى ووجهك مكفهر لو زهقان نمشى وخلى الأولاد يلبسوا قديم وأولاد أخوالهم لابسين جديد

….. وهل تكلمت ؟

….. شكلك لا يحتاج لكلام لقد نفخت مرتين

….. أبدا أبدا أنا كنت أكح فقط

أخيرا وصلنا إلى طابور الحساب الطويل حاملا الأغراض والولد النائم منذ ساعتين

.......

( الحمد لله من يرى حماقة زوجة غيره تهون عليه حماقة زوجته )

قلت العبارة السابقة وأنا أحاول إسعاف زوج مسكين كان يقف أمامى فى الطابور وسقط مصابا بأزمة قلبيه عندما صاحت به زوجته من على بعد 10 أمتار

……. وجدت ( كلو….) بى بى حمراء...بس أجيب دانتيل ولا عادى !!!!!؟؟؟؟


 


 


 


 

3





تعتمد سياسة الزوجات فى التعامل مع أزواجهن على خطين رئيسيين

الأول استغلال احتياجات الزوج لها لفرض شروطها وحرق دمه وأعصابه إلى أقصى درجة ممكنة (أقصد الدرجة التى تستطيعها الزوجة وليس من ناحية تحمل الزوج فهذه لا حدود لها)

الثانى تذكير الزوج ليلا ونهارا وبعدل مره كل 7 دقائق بكم التضحيات المهول التى تقدمه له ولأولاده ( الضمير عائد على الزوج فقط لأن أثناء موشحات الذل اليومية يكون الأولاد هم أولاد الرجل فقط )

وقد شاء الله تعالى أن أتعرض لذلك وإليكم القصة

أخبرت زوجتى العزيزة أننى سأدعو والدى ووالدتى للإفطار ثالث أيام رمضان حين يعودا من العمرة المباركة وسوف أدعو أيضا أخواتى الثلاث

نظرت إلى نظرة متفحصة ، أعرف هذه النظرة تماما ، إنها نظرة ذلك الأفريقى الجائع منذ سبع سنوات عندما يرى مكونات البوفيه المفتوح فى مطعم باريسى

فخلال الأيام القادمة وحتى موعد ذلك الإفطار المبارك سوف أكون أطوع لها من بنانها وسوف أقوم بتنفيذ كل ما تطلب بحذافيره دون قيد أو شرط كما سأكون متحملا لجميع مفردات الكلمات المنتقاة التى تخترق الجسد كالسهام المشتعلة راسما ابتسامة راضية ودود مطالبا بالمزيد من هذه الهبات السخية ( راجع البند الأول أعلاه )

….. يعنى باقى يومين فقط لماذا تفاجئنى هكذا

……. الموضوع كله 5 أفراد فقط ومعروف أننى أدعوهم كل عام

…… 5 أفراد فقط !!!!!!!!!!!!! وهل نسيت نفسك أنت وأولادك أو انتم ستتفرجون عليهم فقط

…… أ….أ….أ

….. أعمل حسابك لن أذاكر لأولادك ( راجع البند الثانى )

…… خلاص أنا مسئول عن مذاكرتهم

…… طبعا الأن تذاكر لهم من أجل (أمك وأبوك) لكن عندما أطلب أنا ذلك تتهرب

….. أنا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

…. المهم وماذا تريدنى أن أطبخ ل ( أمك وأبوك )

….. كل أكلك جميل أى شئ من يديك يكون روعه

….. أنا لن أفكر فى الأصناف أيضا فكر أنت أليسوا ( أمك وأبوك )

…… خلاص أرز بالخلطة وكباب حله وبط وصينية كوسا بالباشاميل وباقى الأشياء المعتادة فى كل إفطار

….. يعنى أنت مرتب كل شئ من أجل ( أمك وأبوك )

…… ( ابتسامة بلهاء ) منى طبعا

فى اليوم الثانى من رمضان اتصلت بى فى العمل

…… الو

….. أسمع أحضر إفطار جاهز اليوم أنا مشغولة بتحضير إفطار الغد ل ( أمك وأبوك )

…. حاضر الله يعينك ويقويكِ

…… الدعاء فقط فى عزومة ( أمك وأبوك )

…… أ….

تيت تيت تيت ( أقفلت الخط )



عدت إلى المنزل وجدتها تركض وراء الأطفال ممسكة المغرفة الطويلة فى يدها والأطفال يصرخون ويبكون

…… السلام عليكم

….. تعالى شوف حل مع أولادك أنا ورايا عزومة ( أمك وأبوك ) بكره

…… خير إن شاء الله

……. ومن فين الخير أنا كنت ناقصة عزومة ( أمك وأبوك ) فى وسط الامتحانات

( ابنتى فى KG 1 وابنى فى أولى ابتدائى والثالث عمره 3 سنوات)

….. ولا يهمك أنا سأذاكر لهم

….. طبعا حتى مغادرة ( أمك وأبوك ) للمنزل ثم تعود ريما لعادتها القديمة

…… ( ابتسامة بلهاء)

تناولنا طعام الأفطار الذى جلبته من المطعم

ودخلت إلى الغرفة لأستريح قليلا قبل التراويح

دخلت ورائى والمغرفة فى يدها

…… ماذا تفعل

……. سأرتاح قليلا

….. وهل سينتظرك الأولاد بدون مذاكرة إذا لم تكن تريد أن تذاكر لهم فقم أطبخ أنت ل ( أمك وأبوك )

…. حسنا سأذاكر لهم

ناديت الأطفال وبدأت أذاكر لهما بهدوء وسط سعادة بالغة منهما



طوال الليلة وزوجتى مقيمة بالمطبخ حاملة المغرفة فى يدها وبدون أى سبب تطلق صرخات متقطعة كزعيم هندى يحضر حفل سلق بعض أعداءه

خرجت من المطبخ صارخة

….. لماذا لا ترتبون الصالة أليست هى المكان الذى سيجلس فيه ( أمك وأبوك )

….. ولكنهم سيحضرون غدا

فصرخت بصوت يسمعه سكان المريخ

….. وهل لا نرتب المنزل إلا لتشريف ( أمك وأبوك )

القاعدة الذهبية التى لابد أن أتذكرها عندما أهم بالرد على صراخها هى

(( الزوج المهذب لا يصدر أصواتا عالية أثناء مناقشة زوجته ، أما الزوج العاقل فلا يصدر أى صوت ))

قمنا أنا والأولاد بالترتيب ولكن بالطبع لا شئ يعجبها فتخرج من المطبخ كل 5 دقائق لتصرخ

…. هل هذا مكان الكرسى الصغير يا أخى ضع المفرش مكانه ولا أنت تريد تضحك علينا ( أمك وأبوك )

فى اليوم الموعود

اتصلت بى فى العمل الساعة 12

…. الو

…… الحقنى

…….خير

….. لا يوجد لدى زيت قلى أحضر لى زيت قلى حالا

…. الآن !!!!!!!!!!!

…. خلاص على راحتك بلاش عموما هما ( أمك وأبوك )

تيت تيت تيت

دخلت إلى مديرى مرتبكا

…. عفوا اريد إذن لمدة نصف ساعة

….. خير

….. ظرف طارئ جدا

….. الله معك

قفزت فى سيارتى وانطلقت بأسرع ما يمكن اشتريت الزيت وأوصلته الى البيت وسمعت التعليق التالى

….. ما شاء الله لو كان أحد الأولاد سُخن وطلبت منك تستأذن كنت رفضت لكن الآن تستأذن بسرعة الصاروخ طبعا من أجل ( أمك وأبوك )

عدت الى العمل وعند الساعه الواحده رن التليفون

…..آلو

…..إلحقنى

….. خير

…. اسطوانة الغاز خلصت

…. أليس لدينا اسطوانتين؟؟

….. الثانيه فاضيه أيضا

….. ولماذا لم تطلبى منى أن أغيرها فورا

… أنا طول النهار أطبخ وأغسل لك أنت وأولادك وأرتب البيت وراكم وكل هذا لا يعجبك خلاص براحتك خذ ( أمك وأبوك ) وأكلهم فى مطعم وريحنى وريح نفسك

تيت تيت تيت

دخلت إلى مكتب مديرى ولكن لم أجده فخرجت متلصصا

ذهبت إلى البيت والتقطت الأسطوانة بسرعة وانطلقت بالسيارة إلى محل الأنابيب

كان الازدحام حوله شديدا ركنت السيارة وحملت الأسطوانة على كتفى وجريت إلى داخل المحل بسرعة ، اصطدمت بشخص وعندما فتحت فمى للاحتجاج وجدته مديرى يحمل اسطوانته !!!!!!!!!!

عدت إلى البيت وركبت لها الأسطوانة وعدت إلى عملى

على مائدة الإفطار كان الطعام رائعا وأخذ الجميع فى مدح زوجتى ، أما أنا فلا أحد يلقى إلى بالا كالمعتاد

أنصرف الضيوف أخيرا

و …….

أستأذن القراء الكرام ففى هذه اللحظة بالضبط خرجت زوجتى بصحبة الأولاد لزيارة جارتنا

وهى فرصة نادرة جدا لكى أمارس حريتى و………….. أنخرط فى البكاء


 


 

4





من أشد الأسلحة التى تستعملها الزوجات فتكا سلاح الأولاد

وهى تبدأ باستعمال هذا السلاح منذ البشائر الأولى لقدوم طفل سعيد

ومن العجيب أن الزوج يكون متلهفا جدا وينتظر هذه البشارة على أحر من الجمر

المسكين لا يعرف أنه فى اللحظة التى يظهر فيها ذلك التحليل إيجابيا ، تكون بداية النهاية لأيامه كملك متوج على عرش قلب زوجته ليصبح باقى العمر تحت أقدامها هى والأولاد

أذكر ذلك اليوم جيدا وبسذاجة اكتسبتها من مشاهدة أبطال الأفلام العبيطة قلت لها

….. ارتاحى تماما ولا تقومى بأى مجهود (آآآآآآآه كم ندمت على هذه الكلمة )

…. لا أريد أن أتعبك يا ((حبيبى )) ( هذه أخر حبيبى يسمعها أى زوج )

مرت الأيام وأنا سعيد جدا بالوقوف فى المطبخ مصطحبا كتاب الطبخ لأعد الطعام بينما زوجتى جالسة فى السرير وبيدها الريموت كنترول تقلب القنوات التلفزيونية وتأكل الفول السودانى ( أكلت حوالى نصف طن منه حتى موعد الوضع ) وتصرخ من وقت لآخر طالبة منى إغلاق باب المطبخ لأنها لا تطيق رائحة الطبيخ

ثم تصرخ كل نصف ساعة

…….أنا عايزه شاى

أعد الشاى بسرعة وأهرول لكى أعطيه لها وعندما أحاول دخول الغرفة تصرخ

خليك بره لا أطيق رائحتك بصل إفففففف

بعد الوضع يتواصل انهيار المركز الاجتماعى للزوج ويصبح كما مهملا تماما

وحتى لا أكون متجنيا فإن هذا يكون وضعا مؤقتا ينتهى بعد ثلاثين عاما فقط كما أخبرنى جدى رحمه الله

كم من الليالى قضيتها نائما فى الصالة لأن المحروس نومه خفيف ويزعجه صوت شخيرى

تعللت بالصبر على أساس أن النوم فى الصالة لن يدوم أكثر من سنة ونصف فقط

تنازلت تماما عن فكرة المطالبة بأى خدمات فى هذا البيت حيث أن هناك رسالة مسجلة على لسان زوجتى ( يمكن سماعها لعدد لا نهائى من المرات ) عندما أطالبها بأى شئ

….. أنا سهرانة طول الليل بابنك

للأمر مميزات أيضا فلقد اكتشفت موهبتى فى الطبخ وكذلك مقدرتى الرائعة على كى 3 قمصان خلال 10 دقائق فقط

كما أصبحت أستطيع إدخال الخيط فى الإبرة من ثانى أو ثالث محاولة فقط

عندما يصل الطفل إلى مرحلة الإدراك تبدأ الزوجة فى تدريبه على مبدأ مهم هو ( الولاء والاستهزاء )

حيث يكون الولاء من نصيبها وطبعا لا يبقى للأب سوى الاستهزاء

علاقة الطفل مع الآخرين تُبنى على أساس احتياجه لهم فالطفل يحس بأن من يلبى احتياجاته هو الأهم والأفضل

لذا تحرص زوجتى على أن تكون هى الحكم الفصل فى جميع مطالب الأولاد

لا زلت أذكر ذلك اليوم عندما عدت بالحلوى من الخارج كى أعطيها لأبنى عندما كان فى الثانية من عمره ، دخلت من الباب فجرى الولد وتعلق بى ، أخرجت له الحلوى فأخذها فرحا وقطع المشهد الجميل صوت النذير صائحا

….. من قال لك تعطيه حلويات

….. وما المشكلة

…. طبعا لا توجد مشكله ألست أنا التى أجرى ورائه بالطعام طول اليوم كيف سيأكل وجبته الآن هذا الحلويات سوف تسد نفسه عن الطعام

…… لم أكن أعرف أنه لم يأكل

…… هات هذه الحلويات

ونزعت الحلوى من يده ، بكى الطفل ونظر إلى مستجيرا بى فوجدنى أطأطأ رأسى مهزوما

فى مثل هذه اللحظة يدرك الطفل أن سلطات أبيه تقل عن سلطاته هو شخصيا ويتجه إلى إرضاء أمه فقط

أذكر المرة الأولى التى طلبت منى زوجتى إطعام الولد

…. أنا تعبانه أكِل الولد

…. حاضر

حاولت أن أقنع الولد لكنه رفض تماما ، اكتشفت أن زوجتى لا تطلب منى إطعام الولد إلا وهى متأكدة تماما أنه شبعان ولا يمكن أن يأكل أى شئ

وهذا يحقق للزوجة عدة أهداف

- حرق دم الزوج

- تدريب الولد على رفض أى شئ من والده

- معايرة الزوج بأنه ( حتى لا يستطيع إطعام طفل )

- تقديم مشهد ترفيهى لنفسها وهى ترانى أتقافز مثل الكنغر الأسترالى وأتكلف الإتيان بحركات قردية لعل هذا يُرضى الولد ويجعله يأكل

وقد حللت هذه المشكلة سريعا بشكل أذهل زوجتى ولم تستطع أن تجد له تفسيرا أبدا ، حيث كنت أدعى دائما أن الولد لا يأكل طالما هى موجودة فكانت تغادر الغرفة وبعد 5 دقائق أخرج إليها بالطبق فارغا وأنا والولد نضحك فى سعادة وحبور



وانتهز هذه الفرصة لشكر العاملين بشركة سيريلاك على منتجهم الجديد (سيريلاك فواكه) الذى خلصنى من ( سيريلاك قمح ) الذى لم أكن أطيق طعمه !!!!!!!!


 

5





كنت قد دخلت تحت بطانيتى منذ خمس دقائق فى تلك الليلة الباردة ، عندما دخلت زوجتى إلى الغرفة وبصوت رقيق جدا قالت

… أنت نمت

(( اللهم اجعله خير )) لم أجاوب وتناومت



ربتت على كتفى بخفة وقالت

…. أنت نايم

(( لا إجابة من جانبى ))

…..

هزتنى بعنف

… لحقت تنام

(( تمسكت بموقفى ولم أرد ))



ضربه عنيفة بركبتها فى الفقرات القطنية أسفل الظهر ، انتفضت أطرافى الأربعة وتكومت جالسا من شدة الألم

….. ما هذا يا امرأة

…. آسفة لم أقصد



قلت وأنا أحاول العودة للنوم

…. أسفك مقبول تصبحين على خير

…. انتظر هناك موضوع مهم أريد أن أكلمك فيه

…. الآن !!!!!!!!!!!

…… موضوع مستعجل جدا

….. خير

…. تعرفت على ساكنة جديدة أثناء صلاة التراويح أسمها أم صلاح

(( ربنا أفرغ علينا صبرا ))

…. يعنى هى أم صلاح الدين الأيوبى علشان تصحينى من أحلى نومه لتبشرينى بتعرفك عليها

….. بعد الصلاة جلست معى أنا وكل الجارات وعرفنا أن زوجها مدير شركة ( هيفاء ) لمستحضرات التجميل

(( اللهم طولك يا روح ))



….. حصل لنا القرف .. وبعدين

….. اليوم تجمعنا كلنا عند أم سالم وجابت لنا كتالوجات مستحضرات تجميل هيفاء روعه روعه روعه

….. هذا هو الموضوع المهم !!!!!!!!!

……. طبعا مهم لما تعرف أنها عرضت علينا 40% خصم من الأسعار وكل واحدة من الجارات اختارت ما تريد وأنا اخترت بعض الأشياء البسيطة وأريد منك 600 ملطوش لأنها ستأخذ المبلغ غدا صباحا عندما تحضر ما طلبته

طار النوم من عينى تماما وأحسست بالدماء تغلى فى عروقى

…. 600 ملطوش !!!!! ليه !!!!!!!!!!

…. سعرها فى السوق 1000 ملطوش ، وبعدين أنا أشتريهم علشانك ومش عجبك

…. طيب افتحى الدولاب وخذيهم وخلينى أنام

…..

…..

عدت من عملى فى اليوم التالى وبمجرد أن فتحت الباب حتى جرى الى الابناء وهم يتصايحون فى فرح

….. بابا بابا تعال شوف ماما عامله إيه

سحبنى الأولاد إلى المطبخ

يا للبشاعة !!!!!!!!!!!!!!!!

كانت زوجتى تجلس على الأرض مفترشة أوراق الجرائد وأمامها علب كثيرة مفتوحة وأدوات غريبة ، وقد أدخلت بعض التعديلات البسيطة على شكلها

كان لون شعرها أحمر كأنه شعلة من اللهب المتناثر

(( إذا صخر كان يستعمل نفس لون الصبغة ولهذا وصفته الخنساء بأنه علم فى رأسه نار ))

أما وجهها فقد كان مغطى بمادة تبدو لزجة وذات لون أخضر فاتح ، وكانت شفتيها شديدة الزرقة ويديها يتقاطر منها مادة بنفسجية اللون

هل تمارس زوجتى السحر الأسود !!!!!!!! أم تستعد لدورها فى فيلم رعب أمريكى !!!!!!

استجمعت الباقى من شجاعتى وقلت

…. ما هذا

…. أم صلاح الله يبارك لها جابت اللى طلبته

…. وانتى اللى طلبتى لون الصبغة ده

…. أيوه أخر موضة أحمر نارى لون شعر جوليا روبرتس

(( نار تحش رقبتك أنت وأم صلاح وجوليا ))

….. وأيه اللى على وشك ده

…. قناع الكيوى

….. كيوى !!!!!!!!!!!

….أيوه قناع الكيوى السر فى شباب بشرة النجمة بروك شيلدز

(( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ))

….. وأيه رأيك فى لون عيونى الجديد

دققت النظر فى عينيها وقاومت الرغبه فى الأنفجار فى الضحك الهستيرى

…. إيه ده انتى لابسه عدسات

… أيوه

…. لابسه عدسة خضراء والثانية زرقاء !!!!!!!!!!!!

أيوه دى أحدث صيحة ولون الجفن يكون عكس لون العين يعنى العين الزرقاء يكون جفنها أخضر والعين الخضراء يكون جفنها أزرق علشان تجانس الألوان



خرجت وأنا أضرب كفا بكف سائلا الله أن يأجرنى فى مصيبتى



فى المساء خرجت لقضاء بعض المصالح عندما رن الموبايل

…. الو

… الحقنى ( مع بكاء و عويل )

… خير حصل إيه

….. وشى مولع نار وشعرى بيقع الله يخرب بيتك يا أم صلاح



عدت إلى المنزل مسرعا كانت زوجتى تبكى بحرقه وقد انتفخ وجهها و امتلأ ببقع حمراء

كانت مستعدة فخرجنا بأقصى سرعة لأقرب مستشفى ، هبطنا السلم مسرعين وفوجئت بأن جميع جيرانى وزوجاتهم يهرولون على السلالم

ركبت السيارة وانطلقت بسرعة باتجاه المستشفى وفوجئت مرة أخرى بأن سيارات الجيران تسابقنى ، إذا هى حماقة زوجات جماعية

فى مكتب استقبال المستشفى تدافعنا للحجز لدى طبيبة الأمراض الجلدية وتجمع الأزواج فى انتظار خروج الزوجات

تجمعنا بعد ساعتين فى الصيدلية حيث كنت أشترى أدوية قيمتها 800 ملطوش لعلاج أثار المستحضرات المغشوشة ذات ال 600 ملطوش



خرجت من الصيدلية إلى السيارة وقدتها باتجاه المنزل ، وقفت فى أحد الإشارات فوجدت زوجتى تصرخ هذه هى أم صلاح فى السيارة التى بجوارنا لقد شاهدتها تركب هذه السيارة وهى خارجة من المسجد



قفزت من سيارتى وسددت لكمة صادقة الى وجه أبو صلاح بقوة 1400 ملطوش

حكم على القاضى بدفع تعويض 3000 ملطوش للسيد عباس أبو طاقية سائق شركة سلامتكم للمنتجات السمكية

كانت سيارة المسكين الى جانبنا من الناحية اليسرى بينما كانت السيارة التى تقصدها زوجتى من الناحية اليمنى

……


 

6

جلست أتصفح كتابا شيقا مستمتعا بالهدوء الذى عم منزلنا العامر فى غياب زوجتى العزيزة فى زيارة لدى إحدى الجارات

سمعت صوت الباب الخارجى يصفق فأدركت أن السلام المخيم على الربوع قد آذن الله برحيله

أسرعت أوارى سؤت كتابى قبل أن أُدان بالجرم المشهود (( تكره زوجتى أى شئ يمثل هواية لى مثل الكتب و الرياضة و الإنترنت و ……. ))

فوجئت بها تدخل الغرفة دامعة العينين وتجلس إلى جوارى بهدوء عجيب

(( كم يغوص قلبى هلعا من هذا الهدوء))

…… خير لماذا تبكين

….. (( شهقات بدون إجابة ))

…… هل حدث شئ أثناء الزيارة هل ضايقك أحد

….. لا

…. ما المشكلة إذا

…. اجتمعنا عند الجارة وكانت أختها ( أم سمير ) موجودة معنا وبعد أن شربنا القهوة قالت أنها من قارئات الفنجان وبدأت تقرا لكل واحدة منا فنجانها

(( أصحاب العقول فى راحة ))

….. وهل تصدقين مثل هذه الخرافات ، من أتى كاهنا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد

….. هذه ليست كاهنة ولا تتكلم عن المستقبل ، ولكن تقرا ما حدث فعلا

…. طيب طيب ولماذا البكاء

…… أمسكت فنجانى ثم قالت مسكينة الله يعينك

(( مسكينة !!!!!!!!!! إمال هولاكو يكون إيه ))

….. وبعدين

…… قالت لى فنجانك يقول ( طيرك وراه صياد عايز يربط جناحه )

….. أيوه بس إحنا مش مربين طيور

…… لا الطير ده هو أنت والصياد واحدة بتسحر لك عايزه تكرهك فيَ وتأخذك منى

(( ده شكل طير !!! وجناح إيه اللى عايزه تربطه الله يخرب بيوتكم ))

….. معقول تصدقى هذا الكلام الفارغ

….. لأ مش كلام فارغ وقالت لى انتبهى لزوجك لأن ممكن يتأثر بالسحر ده

تركتها ودخلت لأنام

فى اليوم التالى أخذت أفكر فى حل لهذه المصيبة الجديدة ، ولم يفتح الله على بحل

رويت المشكلة لزميلى مدعيا أن صاحب المشكلة صديق لى

قال زميلى

….. صديقك محظوظ فسوف تتغير معاملة زوجته تماما رغبة فى الحفاظ عليه المهم أن يستفيد من الوضع ويشعرها أن هناك تهديد فعلى وبذلك يعيش فى أسعد حال

(( تتغير معاملة زوجته !! يالك من أحمق ))

وصلت إلى المنزل فتحت الباب ودخلت ، وجدت زوجتى تهرول ناحيتى مرحبة متهللة بل إنها (( ويا للعجب )) قالت حمدا لله على سلامتك

أخذت حقيبتى من يدى و طلبت من ابنتى الصغيرة وضع حذائى فى دولاب الأحذية

أحسست أننى فى رواية رومانسية رائعة تتضاءل إلى جانبها ذهب مع الريح

(( أشكرك من كل قلبى يا أم سمير بارك الله لكِ وأثابكِ خيرا ))

قفزت عبارة زميلى (( لابد أن يستفيد من الوضع )) إلى ذهنى

رفعت صوتى بقدر محسوب قائلا

…… هل الحمام جاهز ( عبارة أسمعها دائما فى الأفلام وأتحسر على حالى )

….. طبعا يا حبيبى

(( يا للهول ))

دخلت إلى الحمام فوجدت ملابسى النظيفة بانتظارى مع منشفة نظيفة معطرة

على الإفطار تفرغت زوجتى لتقديم الطعام لى بل أنها أقسمت أن تضع قطعة من لحم البط _الذى أحبه جدا و امتنعت هى عن طبخه منذ سبع سنوات _ فى فمى مباشرة !!!!!!!

أحسست أننى هارون الرشيد ما أجمل السعادة !! ما أجمل الزواج !! ما أجمل الزوجات !!

دخلت لأنام قليلا وضعت جسدى على السرير فلم تنغرس فى جسدى أى أمشاط أو أدوات تثبيت الشعر بل وأيضا كانت الوسادة خالية من قطع البسكويت بنكهة الموز الذى يفضله إبنى الصغير ما أسعدنى !! ما أسعدنى !!

عدت إلى المنزل بعد الصلاة وقد وضعت خطة تجعل زوجتى تحس بأن هناك خطرا يتهددنى

جلست أقرأ كتاب الأمس (( أمامها مباشرة )) وفجأة ألقيت الكتاب وأمسكت بأذنى وأخرجت لسانى من فمى وشخصت ببصرى إلى السقف وأنا أتحشرج كالمختنق

ارتاعت زوجتى وقامت تمسح على رأسى وهى تتلو آيات القرأن الكريم ودموعها تنهمر بغزارة

بعد دقيقة رجعت إلى طبيعتى وقلت

…. ماذا حدث

…. ( باكية ) لا بد أن هذه الساحرة تحاول السيطرة عليك هل تحس بشئ

… لا أبدا أنا بخير

…. لا بد أن أرقيك

….. لا بأس

….

قضيت يومين من أروع الأيام كنت أطلب المعقول وغير المعقول فتسارع زوجتى إلى التنفيذ ولسانها يلهج بالشكر والترحيب بكل ما أطلب ولا تكف عن تدليلى وطلب رضائى



فى اليوم الثالث وصلت إلى المنزل فتحت الباب وتنحنحت حتى تنتبه لقدومى فتأتى لحمل حقيبتى

يبدو أنها لم تنتبه لقدومى

دخلت الصالة فوجدتها تجلس واضعة رجلا على رجل وتطوح بها فى وجهى باستهتار

(( الويل لها ))

وقفت أمامها منتظرا أن تتحرك فلم يحدث

إذا لا بد من حقنة منشطة

ألقيت الحقيبة على الأرض وأمسكت بأذنى وأخرجت لسانى من فمى وشخصت ببصرى إلى السقف وأنا أتحشرج كالمختنق

لم تتحرك من مكانها

يا للمصيبة

سألتها

…..ألا ترين ما أنا فيه تلك الساحرة اللعينة تحاول أن تخطفنى

ابتسمت ابتسامة صفراء وقالت

….. أم سمير طلعت كذابة ولا تعرف أى شئ

…. غير ممكن

…. لقد جاءت غضبانة ومعها ملابسها لتقيم عند أختها

…… لماذا

….. اكتشفت أمس أن زوجها هى شخصيا متزوج منذ ثلاث شهور

(( سحق الله عظامك يا أبا سمير ولا بارك لك ))

نظرت إلى زوجتى ورقبتى تغوص بين كتفى

عجبا ما أسرع ما تتبدل المرأة

كانت عيناها تقدحان شررا ومن أسنانها يصدر صوت صرير


 

7



كنا نتناول طعام الإفطار المتخم بما لذ وطاب ، اللهم لك الحمد

عندما قالت زوجتى

….. عندى لك خبر يعجبك

…. خير إن شاء الله

….. جارتنا أم سامى اقترحت علينا أن نعقد حلقة قرآن كل يوم تعلمنا فيها التجويد

(( أخيرا خبر يسر القلب ))

…. جميل جدا بارك الله فيها

…. اتفقنا أن نجتمع اليوم لأول مرة وأنا عرضت أن يكون الاجتماع فى شقتنا

…. عظيم ، زيادة فى الأجر والثواب إن شاء الله

… يعنى ليس لديك مانع

…. بالعكس أنا موافق ومؤيد تماما

…. شكرا ، لكن لى طلب

… نعم

…. أريد أن تشترى لى دفتر 100 ورقه لأكتب فيه كل الأحكام ويكون مرجعا عند التلاوة

…. بس كده من العين دى قبل العين دى

……

…..

بعد صلاة التراويح عرجت على المكتبة و اشتريت الدفتر المطلوب ، عدت إلى البيت فوجدت زوجتى قد أعدت بعض الحلويات وجهزت الأكواب لتقديم الشاى

بعد قليل رن جرس الباب والتزمت أنا غرفتى للراحة قليلا

طرق على الباب ، دخلت زوجتى وقالت

…. رد أنت على التليفون حيث فصلت الجهاز الموجود بغرفة الاستقبال حتى لا يزعجنا أثناء التلاوة

…. لا تشغلى بالك سوف أرد على أى مكالمة

بعد دقيقتين

طرق على الباب ، دخلت زوجتى وقالت

….. أم بدور أحضرت معها أطفالها بدور و أحمد ، هم مع أطفالنا ، فقط مر عليهم كل فتره للاطمئنان

((أجر وثواب ….لا بأس))

…. حاضر

بعد دقيقتين

طرق على الباب ، دخلت زوجتى وقالت

أم حسين أحضرت أطفالها حسين وحسن وحسنيه لو سمحت راقبهم لأنها تقول أن حسنيه هوايتها إدخال الأشياء الرفيعة فى فيش الكهرباء

(( لا حول ولا قوة إلا بالله و….. أصمت يا رجل وأحتسب ….أجر وثواب ….لا بأس))

…. حاضر

تركت غرفتى ودخلت غرفة الأطفال ، ترك الأطفال اللعب ونظروا إلى مستكشفين

ابتسمت لهم ابتسامة مشجعة ، فردوا بابتسامات ماكرة صفراء

بعد دقيقتين

طرق على الباب ، دخلت زوجتى وبيدها ثلاثة أطفال آخرين وقبل أن تقول أى شئ أشرت إليها بأننى أتفهم الموضوع فتركتهم شاكرة ومضت

بعد دقيقتين

طرق على الباب ، مددت يدى أتحسس شبشبى كى أقذفها بها ولكن للأسف هذه المرة كان طفل واحد طرق الباب بنفسه ودخل

بدأت تنشب معارك بين الأطفال على توزيع الألعاب ولحل المشكلة اقترحت عليهم أن أروى لهم قصه ولكن لم أتلقى أى موافقات

رن جرس التليفون

…. السلام عليكم ممكن أكلم أم بدور

…. إن شاء الله

خرجت من الغرفة وقفت عند غرفة التلاوة ، ناديت زوجتى و أخبرتها للرد من عندهم قائلا

… مكالمة لأم بدور

عدت إلى الغرفة

أقترب منى حسن ذو الثلاث سنوات قائلا

…. عايز ككاه

….. كمان !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

((أجر وثواب ….لا بأس))

أخذته إلى الحمام ووقفت منتظرا حتى يتكرم بالخروج

سمعت صرخة أحد الأطفال من الغرفة جريت إليها وجدت حسين يبكى بشده ممسكا بجبهته فقد دفعه محمد فصدم رأسه فى الحائط

مستفيدا مما شاهدت زوجتى تفعله جريت إلى الثلاجة وأخرجت كيس ملوخية مجمد ووضعته على مكان الصدمة

رن جرس التليفون

… السلام عليكم ممكن أكلم أم سامى

…. إن شاء الله

خرجت من الغرفة وقفت عند غرفة التلاوة ، ناديت زوجتى و أخبرتها للرد من عندهم قائلا

…… مكالمة لأم سامى

عدت إلى غرفة الأطفال ولكن أين حسن ، لقد نسيته فى الحمام خرجت بسرعة وأخرجته من الحمام وهو يبكى بشدة

عدت إلى غرفة الأطفال...... رباااااااااااااه

طرت فى الهواء كحارس مرمى ألمانيا ، لكى أمنع حسنيه فى آخر لحظة من إدخال بنسة شعر فى فيشة الكهرباء

رن جرس التليفون ( صوت نسائى ناعم )

…. السلام عليكم ممكن أكلم أم أيمن

…. إن شاء الله

خرجت من الغرفة وقفت عند غرفة التلاوة ، ناديت زوجتى و أخبرتها للرد من عندهم قائلا

…. مكالمة لأم أيمن

…. أم أيمن مين

….أنا عارف .. مش فى واحدة من الجارات إسمها أم أيمن

…. لأ مفيش

عدت ورددت على المتصلة

….. الرقم خطأ

ضحكة رقيعة ملعلعة

… وأنت يا غبى مش عارف إسم أمك

وأقفلت الخط

((أجر وثواب ….لا بأس))

عدت إلى الغرفة كانت المعارك على أشدها

صاح حاتم

…. بابا نلعب حصان

رفضت ، فأنخرط الأطفال فى البكاء بصوت رهيب ، اضطررت للقبول

أخذت أ حبو على أربع وعلى ظهرى اثنين من الأطفال فى كل مرة

أحسست برودة على ظهرى وأنا أنقل الفوج الثالث من الركاب ، تفحصت الوضع يبدو أن أم بدور نسيت حفاظة بدور

((أجر وثواب ….لا بأس))

أخيرا دخلت زوجتى وصاحت

…. هيا يا أولاد علشان تروحوا

(( لا ردكم الله أنتم وأمهاتكم ))

دخلت للاستحمام من أثار العدوان وخرجت صامتا متصبرا كاظما غيظى ، خرجت لصلاة القيام ، وعدت إلى المنزل والجميع نيام

لمحت الدفتر على الطاولة تناولته وجلست لأقرأ وأستفيد ما يعوضنى عما لقيته

كان عنوان الصفحة الأولى

أحكام النون الساكنة والتوين

الإظهار :



ولا شئ بعد ذلك

قلبت الصفحة

لا شئ

صفحة أخرى

لا شئ

ما هذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

قلبت الصفحات على عجل فوجدت كتابة بدءاً من منتصف الدفتر

((أخيراً ….. الحمد لله ))

أول صفحة مكتوبة لأخرها

العنوان

أكلة سورية : مقلوبة الباذنجان ‍بسيقان الدجاج !!!!!!!!!!!!



ثانى صفحة مكتوبة لأخرها

العنوان

أكلة سودانية : ويكة الباميه باللحم الضانى !!!!!!!!!!!!



ثالثة الأثافى

أكلة مغربية : الكسكسى بالبرقوق الأسود المعسل !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!



(( آآآآآآآآآآه … أجر وثواب ….لا بأس ))


 


 


 

8



كنت جالسا أتصفح كتابا شيقا عندما رن جرس الهاتف



تولت زوجتى الرد



….. أهلا يا ماما إزيكم وحشتونا



( اللهم لطفك )



….



….. طبعا يا ماما



…..



….. يا سلام ياريت دا يكون أحسن عيد



…..



….. لأ طبعا أستأذن دا إيه دا حيفرح جدا



تحول اهتمامى عن الكتاب تماما وأنا أستشعر خطرا محدقا وتركزت كل حواسى مع المكالمة المشئومة هل سيأتون من مدينتهم إلينا ؟؟؟؟؟؟؟؟



….. خلاص حيكون منتظركم



قفزت لأقف أمامها و أنا ألوح بيدى فى الهواء طالبا التروى



…. لا يا ماما تعب إيه هو عنده أجازه خمس أيام وفاضى خالص



( يا ويلى هلكت ورب الكعبة )



…. خلاص ياماما فى انتظاركم مع السلامه



….



ووضعت سماعة التليفون



….. خير كنت عاوز تقول حاجه ؟



( رباه هبنى الصبر قبل أن اقبض على رقبتها وأتخلص من عذابى )



…. وما فائدة السؤال الآن ؟ أليس لى رأى فى هذا البيت ؟



…. رأى !!!!!! وهل قضاء أهلى للعيد معنا محتاج لرأى ؟



…. طبعا على الأقل اسألينى هل لدى استعداد أم لا



…. كلهم خمس أيام أم أنك لا تطيق أهلى



…. ربما هناك ظروف تمنعنا من استقبال أمك وأبوك



….. أ .. أ .. أأ



… ما بك



…. ومن قال أنهم أمى وأبى فقط



( يا دافع البلايا أغثنى )



….. ومن أيضا سيشرفنا



…. أختى عديله وأولادها الأربعة لأن زوجها مسافر مأمورية عمل للخارج



…. ما شاء الله أطربينى أطربينى



…. خلاص سوف أتصل بأمى وأقول لها زوجى رفض



( ما أشد خبثك يا امرأة )





ليلة العيد كنت واقفا فى محطة القطار منتظرا الجمع السعيد



تقاطر المسافرون وكان أول من هل على حماى ثم حماتى وأخت زوجتى وأطفالها الأربعة



أظهرت الفرحة والحبور واستقبلتهم أحسن استقبال



مشيت وأنا أحمل مجموعة الحقائب حتى موقف السيارات



أخذت أرتب الحقائب فى السيارة وفجأة وضع أحدهم يداه على عيناى ولبث صامتا بينما تعالت الضحكات



تكلفت الابتسام ، هل يتصابى حماى الأحمق



…… من



…..



….. من



… أنااااااااااااااا



التفت لأجد أخو زوجتى الشاب والذى كان خارج البلاد لإتمام دراسته الجامعية يحتضننى



…. ما رأيك بهذه المفاجأة



( المصائب لا تأتى فرادى )



….. مفاجأة رائعة حمدا لله على سلامتك ولكن كيف أتيت هنا



….. أتيت معهم على القطار ولكنى تأخرت عنهم حتى أفاجئك



( وطبعا حتى أحمل كل الحقائب وحدى )



….. أختك سوف تفرح جدا فلم تكن تتوقع حضورك



…. ههههههه لا… هى تعرف ولكنى طلبت منها آلا تخبرك لكى تكون مفاجأة



( يا سماجة دمك يا أخى )





وصلنا المنزل وبمجرد أن أوقفت السيارة قفزوا منها وانطلقوا يصعدون السلالم جريا بدعوى شوقهم لزوجتى تاركين سائقهم ( سعادتى ) مع الحقائب العشر بلا معين



أنهيت وظيفة الشيال بنجاح و استقرت الحقائب بأمان موزعة بين غرف الشقة حسب التوجيهات الصادرة من زوجتى



تتكون شقتى من ثلاث غرف وصالة



غرفة النوم الكبيرة تحتلها زوجتى وأختها مع الأطفال السبعة



غرفة نوم الأطفال ويحتلها حماى حيث لا يحب أن يشاركه أحد غرفته



غرفة الاستقبال وتحتلها حماتى حيث تحب تشغيل الراديو طوال الليل ولا تنام إلا على صوته



وتبقى الصالة حيث ستكون مكان نومى أنا وذلك الأرعن



( عيد بأى حل عدت يا عيد )





تحدثنا فترة قصيرة حول الأشواق والأحوال ثم قامت زوجتى بصحبة أمها وأختها للداخل بدعوى تحضير العشاء ( و الحقيقة لبدء جلسة نميمة معتبرة )



بقيت أنا وحماى وأخو زوجتى



يعشق حماى الحديث فى السياسة بعقلية تتخلف عن الحاضر بنحو سبعمائة عام



وهو يحسب نفسه محللا سياسيا لا يبارى ، وأن بمقدوره إصلاح أحوال البلاد والعباد لو تولى مقاليد الأمور لمدة أسبوع واحد ، وهو إلى ذلك ذو لجاجة وحب جدال ، ولا يتزحزح عن أراءه السقيمة قيد أنملة ، راميا من يخالفه بالعته والجنون



بدأ الحديث صائحا



… هل هذه حكومة القطار يسير بسرعة 70 كيلو ورائحة البنزين تفوح من كل مكان ألا توجد صيانة للمحركات



….. احم احم تقصد رائحة الديزل القطار يسير بالديزل



….. نعم يا سيدى ؟!! ديزل ؟!! من قال لك ذلك ؟



….. هذا معروف



….. لا.. صحح معلوماتك يا سيدى الدفعة الأخيرة تسير بالبنزين . الديزل مضر بالصحة



…. ربما



…. ماذا ؟ ربما !!؟؟ هل تشك بكلامى



…. معاذ الله آآه تذكرت فعلا القطار يسير بالبنزين



( مالى وللنقاش العقيم )



…… كل هذا بسبب الأرتماء فى أحضان الإتحاد السوفيتى



…. طبعا طبعا



( يا للغباء )



أستمر حماى فى الحديث عن مظاهر التبعية للاتحاد السوفيتى لمدة لا أعلمها حيث اننى منذ تزوجت بأبنته أكتسبت مهارة نادره ، حيث أقوم بالتركيز على المتحدث بعيناى وهز رأسى بأنتظام مقنعا إياه بأننى أتابع ما يقول فى حين يكون عقلى غائبا تماما فى موضوع آخر



حضر العشاء فهجم القوم هجمة مباركة على المائده العامرة فلم تمر عشر دقائق حتى كانت فى الغابرين



سأل أخو زوجتى إن كان لدينا خط دولى وأعرب عن سعادته البالغة لوجوده حيث انه متعب ولا يستطيع النزول لكابينة المكالمات الدولية ، وهو يريد معايدة أصدقائه فى أمريكا



اتصل بأحدهم وصاح جزلا عندما علم أنه _ ويالا محاسن الصدف _ قد دعا جميع الأصدقاء إلى منزله وبالتالى سيوفر عليه الأتصال بهم ، أخذ يحادث أصدقائه واحدا تلو الأخر مستعيدا معهم الذكريات ، متكلفا القاء النكات السمجه ، مرت ساعة وربع كليل المعذبين وعيناى معلقتان بعقرب الدقائق وهو يسدد الطعنات الى قلبى الواحدة تلو الأخرى



انتهت المكالمة التعسه وقد آذنت بهجرة ربع راتب الشهر القادم الى خزائن شركة الاتصالات



أمسك حماى بالريموت كنترول الخاص بالتلفزيون عندما وجدنى اتابع برنامجا لعمرو خالد واخذ يقلب القنوات حتى استقر على قناة تذيع مباراة لكرة القدم فى الدورى الانجليزى فاعلن هو وابنه عن سعادتهما البالغة حيث ان المباراة بين فريق حماى المفضل ليفربول وفريق مانشستر الذى يشجعة ابنه



اضطرت الى مجالستهما طبعا وانا اغالب الرغبة فى تكسير رأسيهما



اخذا يكيلان فاحش السباب لمدربى الفريقين لعدم مقدرتهما على تحقيق النصر وعندما سجل مانشستر هدفا قفز الابن فرحا فطار الطبق الذى كان ممسكا به ويضم بقايا قشر اللب المصرى السوبر فاستقرت كلها على وجهى وشعرى وقفاى



استفز الهدف حماى فتناول وسادة صغيره من وسائد الانتريه وقذف بها شاشة التلفزيون ، أخطأت الوساده هدفها وانحرفت لتصيب الساعة التحفه التى اهدتنى شركتى اياها كونى الموظف المثالى



وارسلتها الى الحائط ومنه الى الارض لتصبح اثرا بعد عين



نظرت اليه مشدوها فصرخ



.... حد يحط ساعه زى دى بجانب التلفزيون أنتم مش بتفهموا



التزمت الصمت حتى شارفت الساعة الثانية صباحا ، تحرك الغزاة الى اماكن نومهم وتوسدت الارض حيث اخذ اخو زوجتى المرتبة الأسفنجيه المخصصه لى لعدم معرفتى بقدومه أصلا



تعالى شخيره ، بينما جافى النوم عيناى بانتظار ما سيصبنى خلال أيام العيد



أما ماحدث خلال تلك الايام فله قصة اخرى


 

9



أذن المؤذن لصلاة فجر أول أيام العيد دون أن أنجح فى مغافلة القلق وقطف دقائق من النوم

حاولت النهوض من على السجادة الحنون التى قضيت الليلة أحاول النوم فوقها

صرخت عضلات ظهرى و رقبتى احتجاجا ، وسمعت طقطقة غضاريف جسدى المتيبسة

توجهت للوضوء فسمعت نحنحة حماى خلفى ، أفسحت له الطريق فدخل الحمام وصفق الباب خلفه طالبا منى إيقاظ ابنه

عدت إلى الصالة وناديته فلم يجب وتذكرت ما يحكونه من نوادر عن نومه الثقيل

انحنيت وأخذت أهزه بشدة متشفية ليستيقظ

انتـفض بحركة فجائية رافسا إياى رفسة قوية تحت الحزام فملت على جانبى مستندا على الأريكة متأوها

خرج حماى من الحمام فقفز إليه ابنه صافقا الباب خلفه رافعا عقيرته بنهيق أغنية ( ما تجوزينى يا ماما أوام يا ماما)

ارتديت ملابسى وأخذت طريقى لمكان الوضوء الملحق بالمسجد لأستعين بالصبر والصلاة

بعد الصلاة صعدنا إلى البيت كان الجميع مستيقظين والأولاد يرتدون ملابس العيد للتوجه لصلاة العيد طلبت من زوجتى ملابسى الجديدة _ أحرص دائما على ارتداء ثوب أبيض جديد وجوارب وحذاء جديدين _ وأعتنى جدا بتفاصيل أناقتى .

سمعت حماى يزعق بأعلى صوته

…. وكيف تنسين ملابسى الجديدة كلها

ردت حماتى

….. لقد كنا مستعلجين صبرا سأسأل ابنتك ربما يوجد شئ يناسبك لدى زوجها

(( سحقا لكم ))

نادتنى زوجتى إلى المطبخ (( المكان الوحيد الخالى فى المنزل ))

دخلت المطبخ فقالت بصوت خفيض

….. حبيبى أسفه جدا ولكن ماما أخذت ثوبك الجديد لأبى

….. نعم ‍؟ !!!!!!!!!

….. معلش إنت عارف إنه عصبى

…. وهل أنا حمار استأجرتموه ، بأى حق تأخذون ثيابى

…. معلش البس القميص والبنطلون اللى كنت لابسهم أمس

….. القميص والبنطلون !!!!!!!!! لقد كنت ألبسهم وأنا أشتغل شيالا لأهل سعادتك أمس هل أصلى فيهما العيد ، هاتى قميص وبنطلون نظيفين

…. أ أ أ أسفه انت عارف إنى كنت مشغولة بالتحضير لقدومهم من يومين ولا توجد ملابس نظيفة

(( اللهم أسألك صاعقة تجتثها وأهلها من الأرض ))

خرجت إلى الصالة منتظرا تشريف حماى ، هل علينا يرفل فى ثوبى الأبيض المغتصب كان الثوب لا يناسبه إطلاقا حيث أننى أنحف منه بكثير وبالتالى أصبح شكله فى الثوب يذكرنى بكيس بصل متخم البصلات

زعق على أبنته سائلا عن عطر ، بعد لحظة كانت زجاجة العطر الغالية الخاصة بى بين يديه نظر إليها باستخفاف وقال

….. هل هذا من النوع الرخيص أبو 5 أو 10 ملطوش

…. لا هذا عطر XS سعره 140 ملطوش

…. صحيح إذا بسم الله

أخذ يرش من زجاجة العطر على نفسه حتى قضى على ما يقارب من نصفها ثم ناولها ابنه كي يتما مهمتهما المقدسة فى تدميرها نهائيا



عدنا من صلاة العيد و اجتمعنا لتناول الإفطار

قالت حماتى موجهة الحديث لزوجتى

….. هل رايتى طقم الألماس الجديد الذى ترتديه أختك أحضره لها زوجها قبل سفره سعره 12 ألف ملطوش

( ها قد بدأت الأفعى تنفث سمومها )

زوجتى …. طبعا جميل جدا.. جدا .. يا ماما

( أركز وجهى فى الطبق متجنبا نظراتهم المتهكمة ولهجة زوجتى الممطوطة الساخرة )

حماتى ….. وأنتى ماذا أشتريتى

زوجتى ….. خاتم ( وهى تلوى شفتيها يمينا ويسارا )

( تمسكت بموقفى اللائذ بقعر الطبق )

حماتى ….. لقد غيروا أثاث غرفة النوم بغرفة جديده مودرن سعرها 14 ألف ملطوش عقبالكم

زوجتى …. زوجى يعتز بغرفة نومنا التى شهدت زواجنا من 12 سنه ويقول إنها تذكره بأجمل الذكريات

ضحكات ساخرة من الجميع

( أجمل الذكريات !!!!!! فعلا ما أجمل ذكرياتنا ، ياليتنى مت قبلها وكنت نسيا منسيا )


 

10





إنتهى إفطار اليوم الأول من ذلك العيد السعيد

وتناول حماى سماعة الهاتف وسمعته يقول

….. أهلا يا سعيد بك وحشتنى يا راجل

…..

…. لا أنا هنا عندكم فى المدينة

….

…. نعم نقضى العيد عند إبنتى

….

….. وأنا أيضا اشتقت لك جدا أنت وعبد الحميد بك و حشمت بك

…..

….. والله فكره فعلا لابد أن نجتمع ما رأيك لو تمر عليهم وتشرفونا بالزيارة

(( اللهم أحصهم عددا ولا تبقِ منهم أحدا))

…..

…… لا لا يوجد إحراج أنا هنا فى بيت ابنتى

….

….. طيب لحظة واحدة

التفت إلى وقال خذ هذا سعيد بك سيأتى لزيارتنا صف له الطريق

تناولت السماعة وأنا على وشك إلقاء نفسى من أقرب نافذة ووصفت له الطريق

دخلت الحمام لأختلى بنفسى بعيدا عنهم وسرحت بخيالى وأنا فى ذلك المكان اللطيف

تخيلت نفسى جاكى شان بطل أفلام الكاراتيه وقد استفزنى الغضب فسددت ركلة لباب الحمام فيسقط محدثا صوتا مدويا

يرتعب الأوغاد ( حماى وحماتى وذريتهما الطالحة ) عندما أخرج عليهم مفتول العضلات بملابسى الداخلية وأنا أصرخ صرخة الهجوم الكاسح

تجرى حماتى أمامى بجسدها البدين محاولة النجاة فأطير فى الهواء منقضا على رقبتها بضربة رائعة من قبضتى الفولاذية فتتكوم على الأرض

يحاول حماى وابنه التصدى لى فاقفز متعلقا بالنجفة ومنها أنقض عليهما من الوضع طائرا بركلة مزدوجة تلصقهما بالحائط

شطح بى الخيال وتجاوبت رجلى له فطوحت بها بشده فى الهواء لأستيقظ من الحلم الجميل بفعل ارتطام ساقى بالحوض ارتطاما أليما

كتمت صرختى حتى أتفادى شماتة الشامتين وتحاملت على نفسى وخرجت راسما ابتسامة مفتعلة نابتة فى صحراء من اليأس

خرجت إلى الممر الموصل للصالة فسمعت نداء زوجتى من المطبخ بصوت خفيض

(( نسيت أن لها صوتا خفيضا كباقى البشر لالتزامها بالصراخ بقوة 12 درجة على مقياس ريختر خلال السنوات السبع الماضية ))

….. نعم

…. مالك تجلس مع أهلى وأنت مكفهر الوجه

… أنا ؟!!

…. طبعا ماما شكلها متضايقة منك

…. و ما الجديد فى هذا إنها متضايقة منذ أول يوم رأتنى فيه

…. لا تنس أنهم فى بيتك ولابد أن تلاطفهم

…. خلاص هاتى طرحة طويلة

… لماذا ؟!!!

…. لكى أتحزم لهم و أرقص رقصة ( نوم العازب ) لعل هذا يسرى عنهم

…. المهم أصدقاء والدى الثلاثة سوف يحضرون فى المساء ومعهم زوجاتهم

… ما شاء الله

…. أريدك أن تشترى كحك وحلويات لتقديمها للضيوف

….. ماذا !!!!!!!! وأين ذهب الكحك الذى اشتريته

…. ماما تقول إن نوعيته رديئة ويسود الوش أمام الناس

(( الله يسود عيشتكم إنتى وهى ))

…. هذا كحك من محلات الأميرة نواعم وهو من أحسن الأنواع !! ألم تقولى عندما اشتريناه إنه أحسن كحك أكلتيه

…. لكنه لا يعجب ماما

…. وكيف سأعرف ما يعجب سعادتها

…. نذهب معك إلى أى حلوانى لتذوقه بنفسها

…. الآن !!!!!!!!

…. أيوه ولا عايز تعمل مشكله من أجل شئ تافه

… لا طبعا معقول أتجرأ وأفتح فمى بكلمه

ارتديت ملابسى ونزلت وأدرت محرك السيارة على أساس أن يلحقا بى بعد دقيقتن .

إنتظرت 45 دقيقة حتى وصلتا بحفظ الله إلى السيارة

بمجرد دخولهما قالت زوجتى

…. معلش أصل ماما كانت بتكلم خالتى فى التليفون وعزمت عليها تيجى برده علشان تتعرف بالضيوف اللى حيزورونا

نظرت فى مرآة السيارة مشدوها إلى حماتى الجالسة فى المقعد الخلفى

فوجدتها تطالعنى بابتسامة من ثغر ذا ثلاث سنون

فاض بى الكيل فاتخذت قرارا لا رجعة فيه ……………..

…………………………..


 

11


 

الحلقة الاخيرة





عدت إلى منزلنا العامر ذات مساء حار لأجد زوجتي تستقبلني بابتسامة عريضة وترحاب مبالغ فيه

( اللهم ألطف بنا يا مولانا في ما جرت به المقادير )

فخبرة السنون علمتني أنه عندما أرى ابتسامتها الحنون فهذا يعنى أن وراء الأكمة ما وراءها

سارعت إلى الدخول إلى غرفتي فوجدتها تتبعني مسرعة وقالت وابتسامتها تتسع باطراد

.... حبيبى مش أنت بتحب تشوفني دائما جميلة

.... أكيد طبعا

.... طيب مش أنا لازم أحافظ على رشاقتي

.... أنتِ رشيقة والحمد لله

.... لا أنا وزنى زايد 5 كيلو

.... من الذي قال لكِ ذلك

.... اليوم قرأت موضوع فى مجلة سيدتي عن الرشاقة وبه الأوزان المثالية المناسبة لكل طول ووجدت أنني أزيد 5 كيلو

.... ولكن هذه مقاييس متوسطة و تختلف من شخص لأخر

.... لا لقد قررت أن أنقص وزنى باستخدام أحدث وسيلة لتخفيف الوزن

.... وما هى هذه الوسيلة

.... جهاز حمام البخار المنزلي

.... حمام بخار منزلى !!!!

.... أيوه أسرع وسيله للرشاقة لازم نشتريه النهارده

.... ولكن .......

...........

..........

في اليوم التالي قضيت الوقت منذ عودتي من العمل وحتى منتصف الليل فى تركيب ذلك الجهاز العجيب الذي اشترته زوجتي المصون والمكون من كيس يشبه الجوالات البلاستيكية السميكة و موصول به منظم للحرارة وكثافة البخار

ما أن انتهيت من ذلك حتى قفزت زوجتي إلى داخله وأغلقنا الكيس فلم يعد يظهر منها سوى رأسها فقط

قضيت أياما ممتعة و أحسست بحرية تامة فزوجتي تقضى وقتا طويلا داخل الكيس وتصيح من فترة لأخرى طالبة كوبا من الماء فيحضره أحد الأولاد ويضعه على فمها لتشرب

وكانت أسعد لحظاتي عندما أغافلها وأحرك مؤشر التحكم فى الحرارة إلى أقصى درجة لأسمعها بعد دقائق تصرخ بان الحرارة عالية وتطلب تخفيضها قليلا

بعد أسبوع عدت من عملي لأجد زوجتي تستقبلني بابتسامة عذبة ( اللهم لطفك )

قبل أن أخطو خطوة واحدة همست ( تصوروا ) قائلة

.... ماما عندنا

( المصائب لا تأتى فرادا )

.... أه أهلا وسهلا

.... تعالى سلم عليها

دخلت الصالة لأفاجأ بمنظر مرعب كانت حماتى_ذات المائة وسبعة عشر كيلو داخل كيس البخار !!!!!! و ابتسامة شيطانية تعلو وجهها الحبيب إلى قلبي

عجزت عن النطق ودخلت غرفتي ولحقت بى زوجتي وبمجرد أن شاهدتها صرخت

.... ماذا تفعل أمك داخل حمام البخار

.... أصل أنا حكيت لها عنه فى التليفون فقالت أجى أقعد عندكم شوية لحد ما أخس

.... يا نهاركم إسود إنت وهيه ودى حتخس بعد أد إيه إن شاء الله !!!!

.... أصبر بس كلها كام يوم وتزهق



بعد شهرين .... لا تزال حماتى تقضى اليوم بطوله فى حمام البخار الذي جعلناه فى وسط حجرة المعيشة لتتفرج على التلفزيون ، وحولها نجلس جميعا ونتناوب وضع حبات اللب السوبر والفول السوداني الاسوانى الذى تعشقه فى فمها !!!!!



بعد شهر

عدت لأجد زوجتي تبكى فقد كشف الميزان زيادة وزنها سبعة كيلو بفعل مشاركتها لامها في تناول اللب والفول السوداني



بعد شهر أخر

انتهت المأساة نهاية سعيدة جدا ... اضطررنا لقص الكيس البخاري بالمقص من حول جسد حماتى لان الفتحة أصبحت ضيقة ولم تستطع الخروج منها بعد أن وصل وزنها الى مائة وخمسون كيلو فقط لا غير !!!!!



في أمان الله


 

يوميّات بابا عمر وماما سارة-


الحلقة الاولى





احتضنت يحيى بقوة ونحن عائدين الى منزلنا وكأنى أخاف أن يغيب عن
عينى لحظة واحدة .... رفضت كل المحاولات أن يحمله أحد بدلا منى فى السيارة ... أخاف

لو تركته أن يتسلل ويدخل داخل رحمى مرة أخرى
!!





لا أستطيع أن أبعده عن

أحضانى لحظة وعندما طلبت الممرضة ان تودعه حجرة الأطفال كى أستريح من ارهاق الولادة

رفضت باصراروكدت أقتلها ..... ورفضت حتى أن ينام فى سريره الصغير فى المستشفى

وأصريت أن ينام بجوارى وأفسحت له مكانا ليكون ملتصقا بى .....ألم يكن ينام بجوار

قلبى لأيام وشهور؟! كيف أستطيع فراقه وقلبى أحبه قبل أن تراه عينى ؟
!



أجمل

طفل رأته عينى .....ولا لأنى أمه أقول هذا ؟ أمه ؟! سبحان الله كيف تحولت فى شهور

قليلة من فتاة بريئة تستطيع حشو العالم فى جيوبها وتلمع عيونها بالحيوية والاندفاع

والجنون الى أم هادئة عاقلة تخشى من نسمة الهواء أن تصيب ولدها ؟ وتوافق بلا تردد

أن تموت ولا يخدش اصبع وليدها ؟









سبحان الله .....لا يمكن أن تتحول

الأنثى الى هذه الدرجة بملء ارادتها بل لابد من غريزة ربانية تغزو قلبها بعشق هذا

الطفل قبل أن تراه كى تقبل كل هذا الألم والارهاق حتى يشب وليدها رجلا .....يالله

حتى فى عشق المرأة لأطفالها يكون الله ثالثهما
!!!



والله وبقيت أب يا عم عمر !!!! ايه ده ازاى يعنى ؟ يعنى المفروض أعمل ايه ؟ لا أنا بجد لسه متلخبط وحاسس انى

اتاخدت على خوانة يارجالة .......يعنى أخرج من البيت لوحدى ونرجع تلاتة ؟ بس برضه ح

أطير من الفرحة وكل ما أبص ليحيى أشوفه ملاك جميل نائم فى أحضان أمه التى ترفض أن

يحمله غيرها ....وناقص تديهولى على عرض حال دمغة ! بس بجد أنا لو منها وشفت العذاب

ده كله لا يمكن أخلى حد يلمسه ....الحمد لله ان الأم هى اللى بتولد مش الأب !!! وكفاية العض والخربشة اللى شفتهم من سارة فى الولادة
!!



والمشكلة انى مش

عارف أشيله خالص وحاسس انى بأشيل قطعة كريستال ستنكسرمن اى حركة خاطئة ....والكل

يصرخ فى : سارة وأمى وحماتى بألف تحذير ( حاسب حتلوح رقبته – حط ايدك فى ظهره – ما

تبوسوش جامد – دقنك ح تشوكه !!!!) حتى قررت أن أتفرج عليه وهو على ذراع

أمه.....يعنى لو سمحت لى
!!





رغم ان أنا اللى دفعت كل التكاليف فى

المستشفى وخلافه.... وكمان اكتشفت ان عبارة (ألف مبروك واللى جاب لك يخلى لك !) معناها ادفع ياسيدى من سكات ! سمعتها ألف مرة من العمال والممرضات فى المستشفى حتى

توسلت لهم أن نرجع البيت فورررررررررررررررا






آه واضح ان

تأثير المسكن حيبدأ يروح وبدأت أشعر بأنى 10 فتوات ادونى علقة جامدة جدا أو انى

مشيت من طنطا لأسوان !!!!! آلام فى كل جسمى ولا أريد الا أن أنام وتركت تحضير

الطعام وأمور البيت لأمى وحماتى وأخذت يحيى بجوارى وأنا أكاد أتفتت من التعب

واستغرقت فى النوم فى لحظات معدودة
.......



ايه ده هو أنا لحقت أنام ؟ ده

أنا ما كملتش نصف ساعة ؟ ده صوت قطة ده ولا ايه ؟ ياااااه مين ده ؟! آآآآآآآآه ده

يحيى !!!!! ايه يا حبيبى بس الله يهديك بتعيط ليه نفسى أنام ولو ساعتين بجد ح أموت

من التعب .....ياماااااااااما الحقينى أعمل ايه ؟






وجاءت أمى على صراخى

وهى تضحك وتقول ( علشان تعرفى الغلب اللى انتى وريتهولى وانتى صغيرة
!)





فرددت وأنا أكاد أبكى (طيب ياماما خديه دلوقتى علشان أنام وادى له

رضعة ... وأنا أول ما أصحى ح أعرف كل حاجة على طول
!!!!!)



فرفضت باصرار

وردت على (بلاش دلع قومى رضعى الولد ده ميت من الجوع
)



فرددت بتعجب ( أرضعه

؟! ازاى ؟ مفيش لبن لسه ..لا لا ما أعرفش اتكسف ياماما
)



فردت وهى تكاد

تضربنى ( تتكسفى من ايه يا مجنونة انتى !! يالا الولد ح يموت من الجوع وبعدين هو

لما يرضع يا حبيبتى ربنا حيبعت له رزقه وحييجى اللبن يالا بلاش دلع
)



فرددت

باستسلام (طيب ياماما ....من فضلك أخرجى وأنا حأرضعه
!)



فخرجت وتركتنى معه

وضممته الى والقمته صدرى بأيدى مرتجفة وأنا أتوقع أن يرفضه أو الا يعلم كيف يرضع .....وياللعجب كأنه غريق وجد قارب النجاة وجدته يحرك شفتيه الصغيرتين ويرضع بكل

هدوء واطمئنان ...سبحان الله من علمه هذا ؟ سبحانك يارب ...من أين سيأتى الحليب

؟..آه ..أشعر بشرايين صدرى تتفتح ...وقنواته المغلقة منذ ولدت تتفتح لتستقبل رزق

الله من الحليب الطاهر بمجرد أن طلب صغيرى رزقه من الله ....... وأخذ يرضع يحيى حتى

ارتوى ونام هانئا .... وسالت دموعى وأنا أرى عظمة الله تتجلى فى هذه المعجزة

الربانية
.....



ممنوع أدخل أودة النوم علشان سارة ويحيى نايمين فيها ..وماما

نامت فى الأودة التانية وحماتى فى المطبخ ....طيب أنام فين عند البواب ؟ من أولها

كده يايحيى باشا حنتركن على الرف ؟ ماشى ياعم بس لما تكبر ح أوريك ! خلاص حأنام فى

الصالون وأمرى لله بس فى البرد ده ؟! يالا علشان الواحد يقوم عنده كساح ونخلص بقى
!



بس سارة وحشتنى ويحيى كمان وحشنى طيب أعمل ايه ؟ فتسحبت لأنام بجوارهما فى

دفء الحجرة ومشيت على أطراف أصابعى وفتحت الباب بمنتهى الهدوء لأجد سارة حبيبتى

نائمة فى بحر عميق من شدة الارهاق وبجوارها الباشا الذى احتل مكانى
!!





ووجدتها فرصة لأدقق فى ملامحه لأجده ورث عيون سارة الجميلة ولونها

الخمرى وأخذ لون شعرى الأسود وذقنى ولمست بشرته الحريرية وأنا أتمنى أن يكبر فورا

لألعب معه وأعرفه أنى والده ..... وقبلته بحرص شديد ولكن يبدو أنى أقلقت منامه

فاستيقظ يبكى ...وحاولت اسكاته لم أعرف طبعا فصحيت سارة مفزوعة واكتشفت جريمتى

وصرخت فى ( حرام عليك يا عمررررررررررررررررررر)!!!!!!!





الحلقة
الثانية






لا

أدرى لماذا تذكرت فيلم الحفيد -والأب يبكى وهو يشترى

لوازم الولادة من مغات ودجاج وخلافه – وأنا مع حماتى نشترى لوازم البيت والمغات وو

و.... مع طبعا اللهمز واللمز من حماتى اننا مفروض نكون اشترينا كل الحاجات دى قبل

الولادة .....وانا أتحجج بأن سارة ولدت قبل ميعادها وطبعا لم أقل اننا لم نملك ما

نشترى به جناح كتكوت
!!



واشترينا كمية من الدجاج تكفى حى شبرا وطن مغات

وحلبة وسكروعسل وأرز ووووووو.......وكدت أبكى أنا الآخر وأترك حماتى وحدها وأتعلل

أن عندى مشوار لليونسكو!! لولا انى وجدتها وقت الحساب تخرج مبلغا ضخما وتحاسب هى ...رقصت من السعادة وأنا أقطب جبينى وأقول ( ليه كده بس يا طنط ؟ طيب لو ما كنتيش

تحلفى
!!!!!!)



(
ايه يا جماعة هو أنا وحش؟ ازاى آكل فرخة كاملة لوحدى

؟ وكمان

مسلوقة ؟ لا بجد حرام !!) ولم تجد توسلاتى صدى أمام روسيا وأمريكا أقصد ماما وحماتى ...أخيييرا أجدهم متفقين فى شىء منذ زواجى الا وهو ضرورة جعلى كالدرفيل بعد الولادة

من كثرة الطعام
...



فأجدنى فى الصباح مضطرة الى شرب كوب كبير جدا من المغات

الذى تعلوه طبقات من السمن البلدى والمكسرات والذى يكفى وحده الى جعلى شبعانة لمدة

شهر .... ويتبعه كوب كبير من الحلبة بالعسل الأسود مش عارفة ليه وكل ما أبدأ

بالاعتراض تجتاحنى نظرات نارية من الطرفين تجعلنى أبتلع الكوب والملعقة

أيضا




.....
والمشكلة انى مطالبة بشرب كميات لا نهائية من المغات والحلبة طوال

اليوم ....وعندما أرى الكوب الميمون يتجه نحو فمى يكاد لسان حالى يقول ( اشربى يا

شابة ماحدش بياكلها بالساهل
!!)



ووقت الغداء أجدنى مضطرة الى أكل فرخة ضخمة

فى حجم الديك الرومى وحدى لا أعرف لماذا ؟ ومثلها فى العشاء !!!!! لا أعرف لماذا

يظنون ان من تلد لابد أن تتحول الى فيل بزلومة ؟ فينك يا عمر

؟
!!!!!!!!



سبحان الله نفس الهجوم اللى هجم علينا بعد الزفاف هجموا تانى بعد

الولادة !!! الزيارات ليل ونهار بس المرة دى الوضع مختلف ان حماتى هى اللى بتقوم

بخدمتهم والنساء يدخلون لسارة فى حجرة النوم وأنا أتدبس مع الرجالة فى الصالون ....ولازم الكل يشرب مغات ليه ولدوا هم كمان ؟




بس بصراحة المرة دى فيه نقوط

كتير ليحيى ... بصراحة هو وش الخير علينا كفاية انهم وافقوا على موضوع شغلى الجديد

فى نفس يوم ولادة يحيى ...صحيح سبحان الله عمرى ما تخيلت معنى الاية (نحن نرزقهم

واياكم ) بالشكل ده.. يعنى ربنا قدم رزق الاطفال على رزق الاباء ....الحمد لله ربنا

يخليك لينا يايحيى
.....



(
جايبة الوحاشة دى منين يا سارة ؟! ) كلمة سمعتها

من كل من زارونى واغتظت لها جدا وكنت أغضب وأكاد أقول محدش يقول على ابنى وحش ده زى

القمر .......عندما غمزت لى أمى ان الكل لازم يقول كده علشان لو البيبى تعب لا قدر

الله مانقولش انهم حسدوه !!! طيب ما يقولوا انه جميل ويقولوا ما شاء الله
!!!!



لا والأغرب ان ماما كانت تأمرنى أن أتظاهر بالاعياء الشديد وانى شفت

الأهوال فى الولادة علشان برضه الحسد !!! وكنت أرى نظرة نارية منها لو وجدتنى ضحكت

بصوت عالى او اقترحت الخروج من غرفة النوم للجلوس مع صديقاتى فتعيدنى هذه النظرة

الى النوم على السرير والتظاهر بالكساح
!!



آآآآآخ نفسى الضيوف دول يمشوا

علشان أنام شوية ...والبيت محتاج فليبينية علشان يرجع لحالته الطبيعية وطبعا علشان

حماتى هى اللى ح ترتب البيت ما ينفعش أطنش ولازم أساعدها دى مش سارة علشان أسيبها

تعمل كل حاجة وأنا سلطان زمانى
!!



لا والمشكلة كمان ان بعد حملة الترتيب

القاتلة لن أستطيع النوم فى غرفة النوم كالمعتاد .....يكفينى سهرة امبارح والحفلة

اللى كان نجمها الأوحد الأستاذ يحيى من سيمفونية صراخ متواصل حتى الفجر وعزف منفرد

من بكاء سارة لفشلها فى اسكاته .......وكنت أنا المتفرج الوحيد فى هذه الحفلة

وحاولت المساعدة ولكنى فشلت بالطبع فأخذت البطانية وسلمت أمرى لله ونمت فى الصالون
!!!

طيب أنا فى أجازة حاليا حتى الاسبوع القادم عندما أبدأ العمل فى الشركة

الجديدة .....ودول ناس لازم أكون فايق جدا معاهم ح أعمل ايه فى الحفلات المسائية

للأستاذ ؟ ربنا يستر
....



آآآه أخيرا الضيوف مشيوا خلاص ...نفسى أنام ... أنا بقيت باعتبر النوم ده حاجة كده زى الحلم العربى !! البيه طول النهار نايم وطول

الليل صاحى مش فاهمة ليه ؟!! بجد بأبقى خلاص حأرمى نفسى من البلكونة علشان ينام

وبرضه مفيش فايدة
...



وطبعا عمر مش عارفة أصلا أشوفه من ساعة الولادة على

طول مطرود من الأودة .....ياربى كل الأمهات بيتعذبوا العذاب ده ؟ طيب والأم اللى

بتصحى بدرى علشان شغلها بتعمل ايه ؟ آآآآه الحفلة ابتدت جاية يا يحيى باشا !!!!


الحلقة
الثالثة




اليوم الأستاذ يحيى كمل 6 أيام من عمره الميمون والله مروا كأنهم 6
سنين !!!!على طوووول صاحية طول الليل وطول النهار...... مش عارفة أعمل ايه حييجى لى

انهيار عصبى من قلة النوم وبقيت بأتخيل حاجات ماشية على الحيطة وناس بتكلمنى وأنا

بأرد ردود غريبة ....هو ليه كل المواليد بيحبوا يسهروا بالليل ؟ ولو تكرم على ونام

بيكون لنصف ساعة ومش عارفة ايه اللى بيحصل ويقوم يعبر عن استيائه اننا جبناه الدنيا

الوحشة دى
......



بجد مش لاقية وقت حتى أسرح شعرى ومش عارفة لما ماما ح

تسيبنى بعد السبوع حأعمل ايه فى شغل البيت والطبيخ والكوارث اللى ورايا ؟ والمشكلة

انى بآخد وقت طويل جدا لحد ما أعرف الباشا بيعيط ليه ؟ بأكون غالبا فى الآخر أنا

كمان بأعيط معاه
!!!..



.
لكن ماما ما شاء الله أول ما تشوفه بيعيط بتتحول الى

أستاذ أطفال فى عين شمس وتقولى ( عنده مغص .. عاوز ينام – عاوز حد يزغزغه !!!) وعمر

التشخيص ما بيطلع غلط !!! طيب أنا ح أبقى كده امتى ؟ بعد الطفل العاشر ان شاء الله
.......



البيت مثل خلية النحل والدى ووالد سارة راحوا علشان يشتروا حاجات

السبوع ويوصوا على العقيقة اللى ح تتدبح بكرة فى سبوع يحيى وطبعا هم عارفين البير

وغطاه .. فتعللوا انهم بيعرفوا فى الحاجات دى أكتر منى !! آدى الأبهات ولا بلاش
!!



وجلست فى انتظارهم حتى عادوا ومعهم صناديق كبيرة مليئة بالحلوى والشيكولاتة

وتجمع كل البيت عليهم ...أخواتى وأخوات سارة وماما وحماتى كمان وطبعا أول مرة كشاب

أحضر عملية تغليف علب السبوع ... فى لحظات التف الجميع حول السفرة وكل واحد أخذ

موقعه حتى سارة استغلت فرصة نوم يحيى وانضمت لفريق العمل الجبار....وكأنهم جميعا

طول عمرهم بيغلفوا علب سبوع فى الموسكى وانا الوحيد اللى مش فاهم حاجة
!!



لقيت العلبة بتمر على 7 أشخاص تقريبا حتى تكتمل فالأول يحضر العلبة ويضع

بها قطعة شيكولاتة والثانى يضع بها البونبونى ثم يسلمها للثالث الذى يغلف

الشيكولاته والبونبونى بغلاف دانتيل رقيق ويضعه داخل العلبة والرابع يضع لعبة صغيرةبدلا من التماثيل الصغيرة التى رفضنا شراءها أنا وسارة لحرمتها




والخامس

يغلف كل هذا بغلاف حريرى ويربط شريط فضى أو ذهبى والسادس والأخير يلصق رباط آخر

عليه اسم يحيى وتاريخ ميلاده وآية مكتوب عليها ( لم نجعل له من قبل سميا ) اخترناها

أنا وسارة تيمنا بيحيى الرسول عليه السلام





فعلا خرجت علبة السبوع رائعة

الجمال ورغم رفضى للفكرة لكونها غير اسلامية وموافقتى فقط كى لا تحزن سارة وكى لا

أفسد على الجميع فرحتهم ....فكرت فى فكرة أننا نضيف مع اللعبة الصغيرة ورقة صغيرة

مطوية بها بعض الأدعية المستحبة وآداب سنن المولود وكيفية شكر الله على نعمة الولد

ووافقنى الجميع على الفكرة كى نأخذ ثوابا وأيضا يفرح الجميع ....وكلفنا صاحب مطبعة

بطبع ورقة الأدعية بحيث تكون صغيرة الحجم كى توضع داخل علبة السبوع وعجبته الفكرة

واستأذنا فى نشرها
......



وبالفعل أضفنا الورقة لعلب السبوع وسبحان الله

أعطتها شكلا مميزا عن كل علب السبوع المعروفة ......وكنت واقف أراقب فريق الموسكى

وهم يعملون بمهارة حتى أصروا جميعا أن أشاركهم ...وطبعا أفسدت كذا علبة فى الاول بس

بعد كده بقيت حريف أنا كمان
.......



ماما أخبرتنى أن ليلة السبوع لابد أن

تستحم الأم بالماء الساخن وتدلك كل جسدها فى وقت طويل جدا كى تخرج من جسدها آثار

تعب الولادة وتعود عروسا مرة أخرى ولابد أن تصفف شعرها جيدا و ترتدى شيئا جديدا

تنام به فى هذه الليلة
!!



ضحكت فى سرى وأنا أسمع التفسير العبقرى ورغم انى

لا أحب أن أتبع عادات لا أفهمها ولكنى كنت سعيدة بكل هذه الطقوس الخاصة وأريد أن

أعيش تجربة الأمومة لأول مرة بكل تفاصيلها فكنت أوافق على كل العادات القديمة طالما

ليس بها شىء حرام ...فوافقت أمى وبالفعل شعرت أنى أفضل كثيرا بعد جلسة المساج

الاجبارية
....



وجاء دور يحيى هو الآخر لابد أن يستحم فى هذه الليلة داخل

غرفته وكاد قلبى يسقط من الخوف عليه لبرودة الجو جدااااااااا ولأنه استحم بالفعل فى

المستشفى ولكنهم ماما وحماتى اصروا وأحضروا بانيو الاستحمام البلاستيك الخاص به

وفرشوه بملابسه كى لايكون باردا عليه وأغلقوا الباب
.....



وما أن خلع كل

ملابسه حتى صرخ من البرودة وأخذت كل أسنانه تصطك وتحول مثل القطة الصغيرة حديثة

الولادة التى تصارع الأمواج وتحول لونه للأزرق من شدة البكاء ......وحماتى تضحك

وترقيه ببعض الآيات وانا لا اتوقف عن البكاء وعمر دخل الغرفة ليرى عملية التعذيب هو

الآخر ولم يحتمل لحظات وخرج
.....

وأنا أتوسل لهم أن يتركوه بلا فائدة ....وأخييييييرا انتهى الحمام التعذيبى وأحضروه لى وهو لا يكف عن الصراخ وهدأ ونام

فقط بين أحضانى
.......



هى كل حاجة بتتعمل للأم والاب خلاص بيتركن على الرف

؟ لازم الواحد يعمل ثورة فى البيت ده علشان يرجع سى السيد تانى !! بس ايه ده الواد

يحيى لونه فتح شوية بعد الحمام واضح ان ماما قتلته وهى بتحميه
!! ....



لكن

جميل أوى الجو اللى عملوه فى أودة النوم ده هى وحماتى ....فرشوا مفرش سرير جديد

وأشعلوا شموع لابد أن تظل مضيئة طول الليل رمز لانارة طريقه ان شاء الله ووضعوا

مصحف صغير فوق رأس يحيى وهو نائم ووضعوا ورود ونباتات خضراء حول السرير كى تكون

حياته كلها خير ورخاء ......وأخيرا أداروا القرآن فى الكاسيت بصوت منخفض جدا ليظل

دائرا طول الليل كى تظل كلمات القرآن فى صدره طول العمر
.......



وفى هذا

الجو الجميل رأيت أحب شخصين لى فى الوجود سارة وقد أشرق وجهها وأضافت له الأمومة

لمحة حنان تمس القلب ....وحبيبى الصغير وهو نائم كالملائكة وقد استرخى جسده بعد

الحمام الساخن فنام نوما عميقا ورأيته يبتسم لأول مرة فى أحلامه فزاد جمالا فوق

جماله ......يارب كيف أشكرك على كل هذه النعم ؟





الحلقة الرابعة


(
السبوع)




استيقظت فى الصباح انا وسارة لأول مرة بدون الحفلة
المسائية للأستاذ يحيى واضح ان مفعول الحمام والقرآن طول الليل جبار معاه ....الحمد

لله أول ليلة سارة تنام من غير قلق واستيقظت مش مصدقة نفسها انها نامت مرة واحدة زى

الناس الطبيعية وهمست لها
:



-
صباح الخير يا حبيبتى نمتى كويس ؟




-
فردت

على همسا هى الأخرى خشية ايقاظه : ياااااااااااه ده انا مش مصدقة نفسى انى نمت كل

ده من غير ما يحيى يصحى
.....



-
ربنا يخليه ليكى يا حبيبتى يالا لبسيه حاجة

ثقيلة علشان آخده معايا
...

-
فردت سارة برعب : على فين ؟




-
يووووووووووه

يا سارة هو احنا ح نتكلم فى الموضوع ده تانى ؟ انتى عارفة على فين





-
فردت

بفزع : لا أرجوك يا عمر بلاش النهاردة استنى شوية لحد ما يكبر
...



-
فرددت

عليها بعطف : بصى يا سارة ياحبيبتى السنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ان المولود

فى اليوم السابع بيحلق شعره كله والاب يتصدق بوزن الشعر وزن مساوى من الفضة وكمان

ان يتعمل عملية ختان للمولود فى اليوم السابع زى ما الرسول عليه الصلاة والسلام عمل

للحسن والحسين ....عاوزانا نخالف السنة ليه ؟




-
فردت بتضرع وكادت تقبل يدى : مش ح أخالفها ولا حاجة بس احسب وزن الشعر يكون كام واتبرع بأكتر منه وبلاش تحلق له

وأجل موضوع الختان شوية لحد ما يكبر أرجوك يا عمر علشان خاطرى





-
فرق قلبى

لرعبها على وليدها ورددت بحنان: ما تخافيش يا حبيبتى مش ممكن فيه حاجة فى الدين

بتؤذى الوليد ويعنى هو مش ابنى ما هو أنا كمان خايف عليه





-
فبكت بالفعل وهى

تخبرنى من بين دموعها : لا ياسيدى انت ما تعبتش فيه زيي ولا شفت الموت فى ولادته

وانت خسران ايه يعنى ؟




-
فضممتها الى وقلت لها : احنا اتفقنا اننا ح نربيه

تربيه اسلامية من اول يوم فى عمره حترجعى فى كلامك ولا ايه

؟


-........................



ماما وحماتى مشغولين بتوزيع لحم العقيقة

التى ذبحها بابا فى الصباح على الفقراء والبيت كله فى حركة دائمة وأعلنوا حالة

الطوارىء فى المطبخ لأعداد وليمة السبوع وطهى بقية العقيقة وبقية أخواتى وأخوة عمر

يعلقون الزينات ويرتبون الشموع استعدادا للمساء عندما يأتى كل الأهل والاصحاب
.......



وأنا غائبة عن كل هذا وأكاد أرى أشباحا وقلبى وعقلى مع ابنى وهم

يقطعون جزءا من جسده آآآآآآآآآه كلما أتذكر هذا لا أتوقف عن البكاء .....وكل دقيقة

أتصل بعمر على الموبيل حتى مل منى وأغلقه نهائيا ...وأخيييرا جاء هو ووالده ومعهم

يحيى وللغرابة وجدته نائم وأخبرنى أن الطبيب أعطاه مسكن وسينام فترة وأن الموضوع تم

بسهولة وفى دقائق
.......



.......
كدت أقتل عمر وهو يتكلم بهذه البساطة ....صحيح الرجالة قلبهم حجر !! وحضنت يحيى بقوة لأعوضه قسوة أبيه !! وخلعت عنه

الكاب لاجده أصبح شبه ابراهيم نصر !! حلقوا له شعره بالموس وأصبحت رأسه ما شاء الله

زلطة ............وقبل أن أصرخ فى عمر وجدته هرب من أمامى
!!



أخذته الى حجرة

النوم وأخذت أبكى بلا توقف ......آه لو أعلم أن الأمومة متعبة بهذا الشكل لما كنت

تزوجت من الأصل ......وأفقت على يد عمر تربت على كتفى فدفعته بقوة وعلا صوتى وأنا

أصرخ فيه
:

-
انت بجد قلبك حجر ولا يمكن ح أسيبه معاك تانى أبدا أبدا




-
فرد

بهدوء وكأنه يكلم مجنونة : خلاص أوعدك المرة الجاية مش ح أوديه لأبو رجل مسلوخة

تانى ...مش تعقلى كده ياسارة ؟ ماالولد كويس الحمد لله





-
فرددت بعصبية : استنى لما يصحى وشوف ح يعمل فى ايه .....حرام عليك والله




-
فرد بحنان : خلاص

يا ستى لما يصحى أنا اللى ح أسكته اتفقنا ؟ وبعدين مش تشوفى أحنا جبنالك ايه أنا

ويحيى بمناسبة الولادة والسبوع ؟




-
فرددت بعناد : مش عاوزة منك حاجة
.......



-
فلم يرد على وأخرج كارت صغير مكتوب عليه بخطه (أنا بحبك ياماما

الامضاء يحيى
....)



-
فلم أتمالك نفسى وابتسمت وأحسست أن أبنى كبر فعلا وهو

اللى كتب بخطه ولم أنتظر حتى فاجأنى عمر بعلبة أنيقة أخرج منها خاتم رائع به فراشات

كثيرة شبيه بالخاتم الذى أهداه لى فى قراءة الفاتحة .....ياللرقة ....وخجلت من نفسى

من عصبيتى ورددت بصوت هامس
:

-
ربنا يخليكوا لى يارب
.........................



جلس جميع رجال العائلتين فى الصالون بعد الغداء

الدسم والتهام العقيقة ساكنين خاشعين فى استماعهم الى صوت المقرىء الذى أتيت به

ليتلو آيات الله بعد العصر والكل تعجب من الفكرة ....سبحان الله لماذا القرآن لدينا

والمقرئين مرتبط فقط بالموت والمآتم ؟ ألا نتذكر الله الا فى الحزن ؟! ورغم استغراب

الكل الا اننى وجدت الجميع سعداء ومنتشيين من حلاوة صوت الشيخ وأثنوا على فى الفكرة
.......



وقطع سكون البيت صوت يحيى وهو يصرخ بشدة لم أسمعها منه من قبل

فاستأذنت وجريت له فوجدته يبكى حتى تحول وجهه للون الأزرق وسارة حالتها لا توصف

فأحسست بالذنب الشديد ولكنى تمالكت نفسى وأخذته منها وأعطيته نقط الدواء المسكن

وأخذت أهدهده وأقرأ له القرآن فى أذنه حتى نام أخيرا
........



بدأ الناس

والأصحاب يتوافدون وأنا عيناى متورمتان من البكاء ونهرتنى ماما عندما رأتنى فى هذا

الشكل وجعلتنى أبدل ملابسى بالأمر ......وجاءت حماتى واختارت لى طاقم سواريه لا

أرتديه الا فى المناسبات وهمست فى أذنى أن الناس لابد أن ترانى عروس اليوم
..........



ودقائق قليلة وأصبح البيت يعج بالناس لا أعرف من دعى كل هؤلاء

؟!! وخفت على يحيى من هجوم الجميع عليه وأخذته فى حضنى لا أفارقه وأنا أقرأ

المعوذتين باستمرار .....وانطلق صوت الاطفال يغنون أغانى السبوع الجميلة وأضفوا

بهجة على البيت وشعرت انى فى فرح حقيقى
........



ولحظات وانطفأت الأنوار

وأمسك الجميع الشموع كبارا وصغارا وأخذوا يغنون ( حلقاتك برجالاتك )وأمى تنثر الملح

فوق رؤس الجميع ومعه السبع حبات والتى علمت انها عادة قديمة أعتقد فرعونية وهى

مكونة من القمح والذرة والحلبة ووووو وكل واحد من هذه الحبوب يرمز لشىء يتمنون أن

يكون فى حياة المولود مثل الخير والرخاء ووو
......

وهددتنى ماما أن لابد أن تظل

هذه الحبوب مع الملح فى أرض الشقة وأمام المنزل أطول فترة ممكنة ولو كنستها احتمال

تبلغ عنى البوليس
!!



ياااخبر أبيض ايه الفزع ده ؟!! ماما بتدق الهون فى ودان

يحيى بكل قوة علشان لما يكبر ما يخافش من الأصوات العالية بس أنا اعتقد أنه بعد

الدق ده مش ح يسمع لا عالية ولا واطية !!! لا وكمان حطينه فى غربال وبيهزوه مع

مجموعة من النصائح اللى تودى فى داهية ( اسمع كلام أمك .....اسمع كلام جدتك –طبعا- ما تسمعش كلام أبوك !!) ح يفسدوا أخلاق الولد من دلوقتى
!!!



وجاء وقت البخور

وامتلأت الشقة برائحته الزكية وجعلونى أمر من فوقه وأنا أحمل يحيى 7 مرات وعمر لا

يتوقف عن التقاط الصور لنا وكأننا فى فيلم سينمائى .....بس بجد رغم ان كل العادات

دى مش اسلامية لكن لا يوجد بها مايضر بل أعطتنا بهجة وذكرى لن تنسى
......



وأخذت ماما يحيى وأخذت تلف به كل حجرات الشقة وكأنها تريه بيته ....وصرخت عندما وجدتها تخرج به الى البلكونة فى هذا البرد الرهيب .....ولكنها أصرت

ووجدت كل الجيران واقفين فى البلكونات وكأنهم يعلمون أن ماما لازم ح تطلع البلكونة ....ياربى كل الامهات شبه بعض
!!!



ولم يكتفوا بالبلكونة ولكنهم خرجوا به الى

خارج الشقة ووراءهم طابور الاطفال بالشموع ونزلوا به عدة طوابق وكل شقة يصلون اليها

تستقبلهم الامهات برش الملح والزغاريد أيضا .....وأخذ الجميع يأخذون علب السبوع

ويعطوننا الهدايا وأغلبها والحمد لله مبالغ مالية .......ولم أعد أعرف أين يحيى فى

هذا المولد ..وأخذت أبحث عنه فى كل مكان ..حتى وجدت يد تمتد فى الزحام لتحتضن يدى

ووجدته عمر يقول لى : (الف مبروك يا عروسة !!!!!)



الحلقة
الخامسة




مر ثلاث أسابيع على ولادتى يحيى .....زاد وزنه قليلا واستدار وجهه وظهرت
ملامحه أكثر..عمر يصر انه شبهه وأنا أحلف أنه شبههى أنا !! وأصبح يعرف صوتى وعندما

أناديه أو أتحدث بصوت مرتفع بجواره ينصت ويتوقف عن البكاء .....وماما بتقول لى انه

بيعرف رائحة أمه من يوم الولادة سبحان الله
!



وطبعا لا علاقة له بعمر أبدا

لأنه حتى الآن يعجز عن حمله بصورة صحيحة ويكتفى بملاعبته وهو على كتفى لدقائق قصيرة !! وده لأن أنا نفسى بأشوفه طول اليوم لساعات قليلة علشان الشغل الجديد ........وأحيانا يأتى ولا نراه
!!



انا سعيدة جدا بيحيى وأشعر انه أعطى

حياتى طعما جديدا وأستعجب كيف كنت أعيش بدونه لكن فى نفس الوقت أشعر بشعور رهيب من

الحزن والاكتئاب والرغبة الدائمة فى البكاء لأقل الأسباب وأحيانا بدون أسباب
......

لا أعرف سبب رغبتى الجديدة فى تذكر كل الأحداث الحزينة التى مرت على وتخيل ما

يمكن أن يحدث من سوء لى وليحيى وعمر ...وعندما يتعطف على يحيى باشا ويسيبنى أنام

أحلم أحلام سيئة جدا بأنى دائما بأفقد يحيى وووو
......



أحيانا أرفع سماعة

التليفون كى لا يكلمنى أحد على الاطلاق حتى ماما .....حتى الاكل بآكل غصب عنى ولا

اشعر بمذاق اى شىءولا رغبة عندى أن استمع الى عمر وهو يحكى لى كل يوم عن عالمه

الجديد بمنتهى الحماس وأنا أسمعه وكأنى من عالم آخر
..........



ياخبببببببر !!! ده الواحد كان مدفون فى شركتى القديمة !! ده انا كنت بأمثل انى بأشتغل مهندس

والظاهر انى كنت شيخ غفر
!!



الشركة الأجنبية الجديدة شغلها من نار مفيش

دقيقة دلع ولا رغى فى التليفون ولا شرب شاى وسندويتشين فول !! ولا مجال للخطأ او

التهاون لأنهم يطبقون فى العمل نظام الأفضلية فقط ولو تهاون أحد لا مكان له ويستبدل

بمهندس غيره فى يومين على الأكثر
......



وميعاد تسليم المشاريع لا يمكن

التأخير فيه الا لو مت مثلا !! والأكثر انك فقط لا تؤدى العمل المطلوب منك فقط ولكن

طول الوقت مطلوب منك أن تطور نفسك وتطور الشركة بأفكار ومشاريع جديدة تساعد على سير

العمل وتطور الأداء وهذه الافكار يؤخذ عليها نقاط توضع فى ملف كل مهندس وعلى أساسها

تتم ترقيته على قدر عمله
........

وليس عن طريق الاقدمية أو عن طريقنا المفضل أن

من ينقل كل أخبار الموظفين ويكون جاسوس عليهم يكون هو حبيب المدير وأهم موظف فى

الشركة حتى لو كان لم يدخل حتى محو الأمية
!!!!!!!



ماما قالت لى ان الغم

اللى أنا معيشة نفسى فيه سببه اكتئاب ما بعد الولادة وده بيحصل لأمهات كتير .....استغربت جوايا وقلت ليه ربنا يدينا نعمة زى الامومة ونكتأب ؟




حاولت

أقرا فى الموضوع ده ودخلت على النت لقيت انه بيحصل من اضطراب الهرمونات بعد الولادة

لأنها بتهبط فجأة بعد ما كانت مستقرة طول شهور الحمل
.......

واترعبت لما لقيت

حالات فى اوروبا وأمريكا دخلوا حالة مرضية من الاكتئاب وقتلوا أولادهم ومنهم

انتحروا !!!! أعوذ بالله ربنا يستر ........لا لازم أحاول أخرج من الحالة دى قبل ما

اتجنن
!!



ح أحاول اسمع قرآن مادمت مش قادرة أقراه .....أحاول أقرا الجرايد

تانى او أروح للكوافيرة اللى نسيت عنوانها فين !! بس والله غصب عنى كل ما بأشوف

شكلى فى المراية وان وزنى زاد شوية بأعيط ولما بأحس انى معزولة عن العالم وكل حياتى

داخل الكوافيل والرضعات والبكاء المستمر باكتأب
.........



ولا شعوريا بأحس

ان عمر هو السبب فى كل اللى حصل لى فبأبعد عنه أكتر وأكتر !! وهو كمان مشغول جدا فى

شغله ولا يفكر ان يشاركنى فى تربية يحيى .......حتى ان ساب اودة النوم وأصبح ينام

لوحده فى الغرفة الصغيرة طبعا من كونشرتو آخر الليل للباشا يحيى
!!



وعندما

أغضب وأطالبه الا يتركنى وحيدة يتعلل بأنه لازم ينام كويس علشان يعرف يشتغل الصبح

لأن الناس دى ما بتهزرش !!! طيب وانا أعمل ايه ؟ هو ابنى لوحدى ؟




ده غير انى

أصلا مش بأنام طول الليل والصبح مطلوب منى انى اراعى البيت وانضف وأطبخ غير المعارك

اليومية ليحيى والتى لا تجعلنى أجد وقت لانجاز كل الكوارث اللى ورايا دى
.....



وبجد حاسة ان انا وعمر بعدنا عن بعض كل واحد فى أودة وبينام بدرى لأنه

بيرجع متأخر من الشغل الجديد وأنا أفضل وحيدة ......ومش عاوزنى أكتأب ؟
!!!!!



خلاص الظاهر شهر العسل خلص خلاص وحيبتدى الجواز الاصلى !! مش عارف

أتكلم مع سارة ولا نقعد مع بعض زى زمان يااما نايمة لأنها سهرانة طول الليل مع يحيى

يااما بتجرى تحضر له رضعاته او بتغير له يااما مكتأبة ومش عاوزة تتكلم خالص !! وانا

بجد مش عارف أعمل ايه ؟ ومش عارف أساعدها ازاى يعنى اسيب شغلى وأقعد أرضع انا يحيى

؟
!!!



بجد سعيد جدا بأنى بقيت أب ولو خيرونى بين كنوز الدنيا وبين يحيى

أختار ابنى طبعا !! بس حاسس انى خلاص بقيت فى المرتبة التانية عند سارة ......والله

وارتكنت على الرف يا عم عمرر !!!!!!!!



الحلقة
السادسة




النهاردة يحيى باشا كمل شهرين بالتمام والكمال خلاص بقى راجل قد
الدنيا ومحدش عارف يكلمه ....بقى بيضحك لما ألاعبه بجد بجد ابتسامته لايمكن توصف

بتمسح عنى اى تعب او ألم ........والظاهر هو عارف كده بيعمل كل كارثة والتانية

وبعدين يبتسم لى كأنه بيدينى رشوة !!!....آآآآآآآآآه واضح ان جينات الرجولة بتتخلق

من بدرى اوى
!!!



لا وواضح انه ح يبقى شقى جدا عاوز يرفع دماغه على طول علشان

يعرف ايه اللى بيحصل فى الدنيا من وراه !! ولا يقبل أى تأخير فى طلبات سيادته ولو

لدقيقة واحدة بيكون كل الشارع سمع صوتنا
!!



بس بجد كل يوم بسأل نفسى ازاى

كنت عايشة فى الدنيا من غيره ؟؟؟؟ صحيح انى نسيت النوم و الراحة والخصوصية بس سبحان

الله ربنا بيعوض كل ده بكنز خاص اسمه الأمومة
......



المدير عاوزتصميم

المشروع الجديد جاهز فى أقل من شهر حتى لو اضطريت انى أبات فى الشركة انا وزمايلى

مش مشكلة المهم يتسلم فى ميعاده بالثانية ......أمال ليه احنا فى شركاتنا العربية

كل حاجة ماشية بالبركة ؟ وعادى جدا اننا نسمع عن مستشفى مثلا بيتبنى فى عشرة وعشرين

سنة كمان ؟ طبعا كل ده مش وقت للبناء بس بيشتغلوا يوم ويريحوا شهر
!!!



بس

فعلا مش قادر على ضغط الشغل حاسس انى مطحون وكل حاجة عندى بالدقيقة والثانية .....وانا كمان فى مرحلة اثبات الذات فى الشركة وغير مسموح لى بأى خطأ أو تهاون
....



وللأسف جو البيت لم يعد مشجع زى زمان .....سارة طول الوقت عينيها

بتتهمنى بالتقصير ناحيتها وناحية يحيى ....رغم انها لم تصرح بده بس أنا بأحس بيها ...لكن أعمل ايه بأرجع البيت بأكمل شغل على الكومبيوتر والنت وبالعافية بأنام كام

ساعة .....مفروض انى أسيب ده كله وأسيب الدوامة دى وأسألها يحيى رضع كام مرة

النهاردة ؟ ستات رااااايقة
!!!



أجازتى من شغلى انتهت وكان لازم أرجع والا

يستغنوا عن خدماتى ويجيبوا حد تانى ...وكان قرار صعب جدا انى أرجع ولا أقعد فى

البيت وخلاص ....كنت محتارة جدا فى القرار والكل كان رأيه انى أتفرغ لتربية يحيى

وخلاص وأولهم عمر طبعا
!!!....



وأنا كنت حاسة انها حاجة صعبة جدا .....انى

مش لاقية وقت أخرج ولا أنام زى البنى آدمين الطبيعيين لا وكمان أصحى بدرى وأشتغل !!!.......وساعدت حالة الاكتئاب اللى كانت عندى - واللى الحمد لله انتهت بمرور

الوقت وبتقربى الى الله – ساعدت كمان انى ما يكونش عندى قدرة انى اعمل اى حاجة

تانية
........



لكن بمرور الوقت أصبحت أفضل فى رعاية يحيى وبقيت بأعرف هو

بيبكى ليه وحاولت أنظم مواعيد رضعاته....... فحسيت انى لازم أرجع أشتغل تانى وخصوصا

انى لا يمكن ح ألاقى وظيفة انى أشتغل من البيت تانى !! فصليت استخارة وحسيت ان ده

مستقبلى حتى لو كان بسيط بس انا مش عاوزة أكون زوجة و أم بس لأ لازم أكون قبل دول .........سارة
....



لازم أحافظ على شخصيتى وما أسيبهاش تدوب فى دوامة البيت

والأطفال .حتى لو تعبت شوية لكن أكيد ح أتعود ......ولو ما تعبتش دلوقتى فى شبابى ح

اتعب امتى ؟




لكن الايام الاولى كانت أنتحار بجد طول الليل سهرانة مع يحيى

وبينام بعد الفجر يادوب أصلى وأنام ساعتين واصحى أقعد على الكومبيوتر وأبدأ فى

ارسال الايميلات والرد على العملاء بس طبعا بأمووووت من التعب وأحيانا كنت بأنام

وأنا قاعدة وأصحى مفزوعة من صوت التنبية فى الرسايل اللى بتوصل كل ثانية
!!



وأفضل أشرب شاى وقهوة لحد ما أفوق وفى خلال كل ده أرتب البيت بسرعة ......ويحيى معايا طبعا بأعمل له كل طلباته بدون توقف ...... لحد ما ينتهى العمل

الساعة 3 وبأكون خلصت الغداء وبأحاول أنيم يحيى وأنام جنبه ولو ساعة او ساعتين

وبعدها أصحى أستعد لحضور عمر الساعة 6 ........آآآآآآآآآه يارب ساعدنى
!!



-

-

-

-

-
سارة .. سارة..اصحى انتى نايمة على الكنبة

؟
!!



-
ايه ده ايه ده ؟ انت جيت يا عمر امتى ؟ احنا الصبح ولا بالليل ؟





-
الساعة 7 بالليل ياسارة ..قومى يا حبيبتى علشان ناكل انا جعان جدا عاوز

آكل بسرعة علشان ورايا شغل كتير
.....



-
شعرت بصداع رهيب وأنا أحاول أن أقوم

من مكانى ....واتضايقت لما وجدت عمر يسأل عن الأكل ولم يسأل على أنا أو يحيى .......فرددت بعصبية عليه ( طيب اسأل على أنا وابنك قبل ما تسأل عن الأكل يا سيدى
!!)



-
فتفاجأ عمر من رد فعلى العصبى ويبدو انه هو كمان كان مشحون على الآخر

فرد بعصبية (هو احنا مش ح نخلص من الموال ده ياسارة ؟! كل يوم تتهمينى انى مقصر فى

حقكم انتى ويحيى ؟! يعنى لى بيت تانى مثلا بأهتم بيه ؟؟ وانتى عارفة قد ايه الشغل

الجديد متعب أعمل ايه يعنى ؟
)



-
فرددت بعناد : والله انا مش بأطلب منك تسيب

شغلك وتقعد جنبنا ....بس على الأقل حاول تشاركنى ولو نفسيا فى تربية يحيى ..ده انت

حتى بتنام فى اودة تانية ...لانا بجد تعبت وحاسة انى عايشة لوحدى





-
فرد

بصراخ : يادى النكد الأزلى ...مش ح نخلص من السيرة دى ياسارة ؟ طيب قولى لى ازاى

انام وطل الليل يحيى بيصرخ ؟ يعنى أروح الشغل مش نايم علشان أترفد ونقعد على باب

السيدة كلنا ؟ كده ابقى بأشاركك نفسيا ؟
!!



-
فصرخت أنا الأخرى : والله ما

أعرفش هو مش ابنى لوحدى حرام انك تسيبنى لوحدى فى كل حاجة كده
............



-
ففاجأنى برده القاسى : والله انتى اللى سايبانى يا هانم !!.......قبل ما تتهمينى بالتقصير شوفى نفسك الأول
!!!



انتى اللى من يوم ما

ولدتى مش مهتمة بنفسك و مش شايفة غير يحيى بس وناسية ان ليكى زوج ......وحتى ما

بتسألنيش عملت ايه فى الشغل ولا ليكى دعوة بيه خالص ...خلاص اتركنت على الرف من اول

طفل امال لما يبقوا تنين تلاتة حتعملى ايه ؟ حترمينى فى الشارع ولا ايه

؟




فذهلت من هجومه على وشعرت بانهيار تاااام ......كل هذا المجهود الرهيب

وأكون أنا المقصرة ؟؟؟ فعلا لا حدود لأنانية الرجال ........لم أقوى حتى على البكاء

ولا الصراخ ..تجمدت الكلمات على لسانى .ونظرت اليه وكأنى لم أره من قبل .......وشعرت بدوار كبير وسمعت صوته وهو ينادينى من مكان بعييييد ......ومادت الأرض

بى وووو فقدت الوعى ............







الحلقة السابعة



فتحت عينى بصعوبة شديدة لأجد نفسى نائمة فى سريرى ويحيى نائم
بجوارى وعمر ينظر لى بقلق بالغ وبيده عدة عطور يحاول افاقتى بها .....شعرت بصداع

رهيب لم أشعر به من قبل وثقل شديد فى رأسى .......وتذكرت ما حدث فأغمضت عينى كى لا

أرى عمر وسالت دموعى
......



-
همس عمر وهو ممسكا بيدى : حمد لله على السلامة

يا حبيبتى ......كده تقلقينى عليكى ده انا كنت ح اموت لما أغمى عليكى
............

-.................

-
انا آسف
......

-............



-
مليون آسف يا حبيبتى .....بس أنا كنت راجع ح اموت

من التعب وكنت عاوز أرتاح شوية علشان ورايا شغل تانى .........بجد أنا مشحون جدا يا

سارة ومفتقد حبيبتى جنبى
...



-
فرددت عليه بصوت ضعيف : انا كمان تعبانة اوى

يا عمر ومحتاجاك معايا ......مسئولية الأمومة متعبة جدا ولازم يكون حد معايا وانت

من يوم ما ولدت وانت بعيد عننا وحتى بتنام فى اودة تانية ......حاسة انى وحيدة جدا ....ده انا بيتهيألى انك مش مبسوط اننا خلفنا يحيى
!!!



-
فرد بانزعاج : ايه

الجنان ده ؟؟!!!!!! لا اله الا الله .....ده انا اموت لو بس اتجرح انتى مجنونة

ياسارة ؟




-
فرددت من بين دموعى : أمال انت بعيد ليه ؟؟




-
فرد بحنان

بالغ : والله غصب عنى ...عاوز أثبت نفسى فى الشغل الجديد انتى عارفة انى لسه فى

فترة اختبار اول شهرين .....معقول من أولها كده أنام فى الخط وأروح مش فايق علشان

يقولوا لى مع السلامة ؟




-
فرددت بعناد : طيب والحل ؟




-
ياسارة لازم

تعرفى ان أهم حاجة فى حياة الراجل هى شغله وأهم حاجة فى حياة الست هى اولادها

وبيتها وكل خناقات الدنيا بتيجى لما طرف من الاتنين بيفترض العكس من شريكه ......احنا الاتنين لازم نتعب علشان نربى ابننا احسن تربية
.......



-
بس انا

تعبانة اوى يا عمر
.....



-
خلاص ياسارة صدقينى ح احاول والله على قد ما أقدر

انى أساعدك اتفقنا ؟




-
فرددت برضا : اتفقنا
..........



وجاءت الأيام

التالية وكلى تصميم على تنظيم حياتى وتغييرها لنشعر جميعا بالراحة وبدأت بأنى

استشرت طبيبة أطفال فى نوم يحيى المتقطع وسهره بالليل وتعبى معه فردت على رد صدمنى

أننى أنا السبب !!! .....ياربى ناقص يقولوا انى سبب خرم الأوزون
!!!!



وجاء

توبيخ الطبيبة لى ان المفروض من اول اسبوع ان احاول الا أرضع يحيى بعد الساعة 12

مساء حتى السادسة صباحا كى ترتاح معدته وينام باستغراق طوال هذه المدة ......لأن

الطفل مادام يستيقظ ليلا ويجد أمه ترضعه كل مرة سيستيقظ كل ساعة حتى لو لم يكن

جوعان !! لكنه لو علم انها لن ترضعه سيبكى اول يومين وبعدها لن يستيقظ طوال الليل
!!



طبعا سمعت كلام الطبيبة وانا فاتحة فمى علامة البلاهة .......يعنى كان

ممكن أرتاح من الغلب ده كله ؟؟؟؟ يارب ساعدنى
........



وعزمت على تنفيذ ما

قالته الطبيبة بالحرف الواحد واخترت يوم الاربعاء مساء ليكون الخميس والجمعة أجازة

بعدها وبالفعل حاولت تنظيم رضعاته ولم أرضعه ليلا
.....



وبالطبع كانت

استغاثاته دولية وكان ناقص يقوم يتصل بالبوليس من الست المفترية دى !! وكدت أضعف

وأرضعه الا انى صمدت وانا أبكى من صراخه ......وفى النهاية نام !! فعلا الاطفال فى

غاية الذكاء عندما علم أن لا فائدة من صراخه نام وأكيد بيقول فى سره حسبى الله ونعم

الوكيل
.........



لكن بعد عدة أيام من العذاب الحمد لله استسلم ولم يعد

يستيقظ ليلا وأصبحت أنام زى مخاليق ربنا .......وبعد أسبوعين آخرين اقنعت عمر ان

يحيى أصبح أليف ورجع ينام فى أودتنا تانى ..........اقتنعت دلوقتى ليه ربنا عمل هجر

الفراش وسيلة من وسائل تأديب المرأة
!!!!



الحمد لله أخيرا أنتهت فترة

الاختبار فى الشركة وأبدوا أعجابهم بنشاطى ومجهودى وأصبحت مهندس دائم فى الشركة

والأهم انى أخييييرا ح أقبض مرتبى بعد فترة الاختبار المجانييييية !! والله وح تبقى

غنى ياواد ياعمر ومحدش ح يعرف يكلمك
.......



لازم بجد أكافىء سارة وأشترى

لها هدية محترمة على الغلب اللى شافته معايا ....انا فعلا كنت لا أطاق فى الفترة

اللى فاتت ......مش عارف ليه الست ممكن تركز فى كذا حاجة فى نفس الوقت وتعملها كلها

بكفاءة تلاقيها بتذاكر لابنها وبتتفرج على التليفزيون وتتكلم فى التليفون وبتطرز

مفرش فى ايديها ومتابعة بقية ولادها وهم بيلعبوا !! والراجل لو بس بيتكلم فى

التليفون وحد على صوته ولا حاجة بيعمل حريقة فى البيت لأنه مش مركز فى المكالمة
!!



أنا فعلا لما بأركز فى شغلى مش بأعرف أعمل أى حاجة تانية ..........بس خلاص

بقى فترة الضغط الرهيب دى عدت على خير ولازم أعوض سارة ويحيى باشا
...........

--

-

-

-(
ايه كل ده ياعمر؟؟؟!! مش معقول ؟ انت قتلت حد

ولا ايه ؟ ) قلت هذه العبارة باستغراب شديد وأنا أجد عمر يدخل البيت ومعه

سريرهزازجميل ليحيى مزود بألعاب تصدر أصواتا لاسكاته ....ومجموعة من الألعاب

المطاطية وكذا طقم خروج ليحيى شيك جدا
...........



ولم أنتظر لحظة الا

وفاجأنى بفستان سوارية لى فى غاية الأناقة .........قفزت من الفرحة وأنا أشكره

وأقول له ( ده كتير أوى يا حبيبى .......انت قبضت ولا ايه ؟
)



-(
ايوة يا

قمر قبضت أخيييرا وكمان اخدت مكافأة شهور الاختبار .....يعنى باختصار انا حاليا

انسان غنى اوى وانتى مش من مستوايا واحتمال ما أردش عليكى بسهولة
!!)



-
وطبعا

كان جزاؤه ضربه بكل مخدات الأنترية وهو يصرخ ويطلب الرحمة ولم أتوقف عن ضربه الا

عنما فوجئنا أنا وعمر بصوت يحيى يضحك بصوت مسموع على معركتنا أنا وأبيه
......



فجرينا نحوه واحتضناه ونحن لا نصدق آذاننا وأخذنا نضحكه أكثر وأكثر

بافتعال الحركات المضحكة وهو يزداد فى ضحكاته العالية ......واحتضننا عمر بسعادة

بالغة وطلب منى ان أرتدى الفستان الجديد ويحيى الملابس الجديدة لأننا سنخرج للعشاء

فى أشيك مطعم على النيل
............



وجريت على الفور لنلبس أنا ويحيى قبل

أن يرجع فى كلامه !! وكان شكل يحيى قمر فى البدلة الجديدة التى جعلته مثل الرجل

الصغير !! واهتممت جدا بمظهرى وأخذت وقت طويل فى الاستعداد وخرجت لعمر
..........



-(
اوووووه ماشاء الله .......الآنسة مرتبطة ؟
!!! )

-..............

-(
طيب تسمح الآنسة القمر دى أنى أعاكسها وأديها هدية تليق

بالشياكة دى كلها ؟
)



وأخرج من جيبة علبة قطيفة بها اسورة رااائعة وألبسها

لى وهو يقول (ربنا يقدرنى وأعوضك كل حاجة يا غالية .....)




الحلقة
الثامنة




لا أصدق ان مر على ولادة يحيى 9 أشهر !!! وكأنى كنت أحمله داخل
رحمى بالأمس ..أصبح انسان آخرزاد وزنه وأصبح شديد الشبه بى وفى خده غمازة تظهر بشدة

عندما يضحك .... بدأ يحبو على الأرض ويضحك بشدة عندما ألاعبه وعندما أجرى وراءه

يحبو بأقصى سرعته ليختبأ تحت الكنبة ويتخيل انى لا أراه !! ومتعلق بى بشكل لا يوصف

وعندما يجد أى شىء ملقى على الأرض لا يتردد أن يتذوقه أولا وان لم يعجبه يعطيه لى

بنفس راضية
!!!!



مما جعلنى طوال اليوم لا هم لى الا أن أجعل الارض لا شىء

عليها على الاطلاق لأنه لا يفرق بين المسامير والحلوى كله الى فمه !! مما يجعلنى لا

أهدأ طوال اليوم من التفتيش تحت اى كرسى يحلو له ان يختبىء تحته - عن اى شىء ملقى

ولو قطعة كلينكس خوفا من أن يبتلعها ....مرحلة خطيرة جدا مرحلة الحبو دى ربنا يستر

وتعدى على خير من غير ما عمر يطلقنى !! لأنه لو وجد أى شىء ولو بنسة شعر سقطت منى

تتحول الى خناقة كبيرة خوفا على حياة الباشا
!!



ياااه على الروتين والشغل

اللى ما بيرحمش انا بجد تعبت خلاص .......نفسى آخد أجازة وأروح فى مكان فااااضى لا

أرى أى أحد على الاطلاق ......قدمت على اجازة أسبوع وبالعافية رضيوا على 4 أيام فقط

منهم الجمعة والسبت طبعا !! بس مش مهم المهم انى اتخنقت وعاوز تغيير حالا وسارة

كمان مطحوة بين شغلها وبين يحيى اللى أصبح عفريت وعاوز حارس عليه 24 ساعة كى لا

يبتلع سم فيران مثلا
!!



كلمت صديق قديم لى يمتلك شالية منعزل على شاطىء

البحر الأحمر بعييييييد عن كل العالم ....الظاهر انهم بنوه علشان يقتلوا فيه حد

وبعدين غيروا رأيهم .....هو شالية يجنن على شاطىء البحر مباشرة فى منطقة منعزلة

تماما تبعد عن أى مبانى حوالى 30 كيلو وهو ده اللى انا عاوزه بالظبط
........



-
اهلا اهلا بالاستاذ يحيى أخبار مغامرات سعادتك ايه النهاردة ؟

قالها عمر وهو يحتضن يحيى الذى هلل لرؤيته وأخذ يقفز بين ذراعيه
.........



-
أسكت يا عمر ده جنننى النهاردة طول النهار مستخبى وبأدور عليه يا

اما تحت السفرة يااما جوة دولاب المطبخ بيلعب فى الحلل !! انت اكيد كنت جن زيه كده

وانت صغير وهو طالع لك





-
ضحك بقوة وأجاب : ايوة كده خليه راجل امال عاوزاه

بنوتة؟ اما أنا محضر لك حتة مفاجأة تحفففففففة
.........



-
قفزت من الفرح

وانا أسمع وأمسكته من رقبته : مفاجأة ؟ ايه يالا قول بسرررعة احسن مش ح يحصل لك طيب
!!



-
ياساتر يارب !! هو ده الرد ؟ على العموم انا ح أقول ليحيى مش ليكى : بص

ياكابتن انا عارف انك ما شفتش بحر قبل كده علشان كده يالا روح هات المايوة بتاعك

علشان ح نروح شالية يجنن انا وانت بس وح نسيب ماما المفترية دى هنا
.......



وكأن يحيى فهم الكلام انه مطلوب منه شىء فأخذ يحبو بسرعة وذهب يحضر

الدبدوب المفضل عنده واعطاه لأبيه وظهرت علامات الحيرة على وجهه عندما غرقنا فى

الضحك من تصرفه وكأنه يقول فى سره ( العالم دى مجانين ولا ايه النظام ؟
!!)



-
شالية ايه يا عمر ؟ ايه ده صاحبك وافق ؟ الشالية بتاع البحر الاحمر

؟
!

-
فرد فى نشوة : ايوة يا سارة 3 ايام ما نشوفش ولا مخلوق السماء والبحر

والهدوووووووء
........

-
فتحرك القلق داخلى لا اعرف له سببا وقلت له : هى طبعا

حاجة مغرية جدا بس مش يمكن نحتاج حاجة ولا تحصل مشكلة هناك ؟




-
فرد بتبرم : انتى على طول متشائمة كده يا بنتى ؟ ح يحصل ايه يعنى ؟ العفاريت ح ياكلونا ؟

الشالية مجهز بكل حاجة وحناخد كل أكلنا معانا ح يحصل يعنى ؟ يالا حضرى كل لوازمنا

علشان نلحق نوصل الطريق طويل
.........-

-

-

-

-

-

-
وأخييييرا

وصلنا مع أول خيوط للفجر المكان منعزل عن العالم ولكنه ساحر ......شالية رائع من

طابقين مبنى على الطراز الانجليزى وتحيطه حديقة صغيرة ومطل على البحر الذى لم أر فى

صفاء مياهه من قبل ودرجاته الفيروزية والزرقاء التى تجعلك تسبح لله كل لحظة من فرط

روعته ........وفى الداخل وجدناه مؤسس بذوق راقى وبسيط يجعلك تشعر بالراحة من اول

لحظة ...ونسمات البحر الرائعة تغسل عنا تعب العمل وارهاقه وتوقظ المشاعر التى

خنقتها الروتين والرتابة
........



افرغت الحقائب بسرعة وصلينا الفجر انا

وعمر ولم نستطع النوم فتسللنا وتركنا يحيى نائما وجلسنا على الرمال الناعمة نراقب

الشروق وأشعة الشمس الوليدة التى تعانق الامواج على استحياء وكأنها عروس خجلى ......نظر لى عمر نظرة لم أرها من شهور من فرط انشغالنا فى العمل والمسئوليات ....وقال لى ( بحبك
!!!)

-

-

-

-
ياسلام لو الواحد يعيش كده طول عمره ....يااه أعصابى رايقة جدا وسارة فى قمة السعادة وهى تحاول أن تبلل أرجل يحيى فى

مياة البحر وهو خائف وينظر لهذا الشىء الخرافى الذى يراه لأول مرة وكأنه يقول ( البتاع ده ما شفتوش فى البيت عندنا قبل كده !!!) ثم بعد فترة تعجبه اللعبة ويحرك

يديه وقدميه بكل قوة حتى يغرق أمه وهى تهدده بانتقامها
!!

-

-

-
مرت علينا

أمسية هادئة ونحن ننعم بالهدوء والصفاء ولم يكدرنى سوى انى لاحظت ان يحيى يرفض

الطعام منذ عدة ساعات .......وبعد فترة وجدته يصرخ ويبكى بلا انقطاع حاول عمر

طمأنتى انه من تغيير الجو .....حاولت تصديق هذا وأعطيته دواء للمغص ولكنه لم يستقر

فى معدته لدقائق وتقيئه بشكل أفزعنى ......ولم تمضى الا ساعة ووجدت لديه اسهال رهيب

والقىء لا ينقطع وحرارته مرتفعة جدا.......صرخت على عمر الذى ارتبك ولم يدرى ماذا

يفعل
!!



مرض يحيى من قبل عدة مرات ....ولكنه أبدا لم يكن بمثل هذه الشدة

الرهيبة ...نظرت اليه وهو تقريبا مغشى عليه من فرط السوائل التى فقدها بشكل مفاجىء .....ارتجفت ولم تحملنى قدماى وبكى عمر وهو يرتدى ملابسه بسرعة لنذهب لأقرب طبيب .......ولكن أين الطبيب فى هذا المكان المنعزل وفى هذا الوقت من السنة والذى لم

يبدأ فيه موسم التصييف بعد فجميع القرى السياحية – البعيدة جدا – أيضا خاوية
!!!!!!!!!



جرينا على السيارة وسارة تحمل يحيى وهو تقريبا فاقد الوعى وفى شدة

الذبول وأنا لا أعرف الى أين أذهب ؟ ودموع سارة لا تتوقف وهى تردد كلمة واحدة

بمنتهى الوعيد (انت السبب انا قلت لك بلاش المكان المقطوع ده .....لو حصل حاجة

لابنى والله لأقتلك
!!!!)

وكأنه ليس ابنى انا الآخر ......فعلا الانثى فى الاصل

أم ثم زوجة
!!



مرت نحو ساعة ونصف وأنا أسير بلا هدى ولا أجد بشائر لأى

مستشفى او حتى عيادة وانا أصرخ داعيا الله ان يغيثنا .....وكل لحظة يحيى يزداد

ذبولا وشحوبا .....وسارة يكاد قلبها يتوقف من فرط البكاء والدعاء .....حتى أخيرا

وجدنا نقطة اسعاف على الطريق العام ويبدوانها مهجورة فجرينا عليها فلم نجد الا حجرة

واحدة للكشف يبدو ان لم يدخلها مريض من اعوام ووجدنا ممرض نصف نائم قابلنا ببرود

شديد .....صرخنا به سائلين عن الطبيب فأخبرنا بلا مبالاة أنه ليس موجود
!!



ولأول مرة فى حياتى أرى سارة الوديعة تتحول الى نمرة شرسة مستعدة للقتل

فى أى لحظة وصوتها يصل الى عنان السماء وهى تصرخ فى الممرض بشراسة ( لو فى ظرف 5

دقايق ما جبتش الدكتور حالا اقسم بالله العظيم لأقتلك بايدى وادفنك فى الحتة

المقطوعة دى
!!!)



ويبدو ان الرجل ارتعب من غضبها الهائل وفر كالريح يوقظ

الطبيب من سكن الاطباء ...وجاء لنجده طبيب صغير السن حديث التعيين ....لا اعرف كيف

يضعون طبيب قليل التجربة فى مكان وحده لا يجد من يعلمه ويكون مسئول بمفرده عن كل

شىء
!!



وبدأ فى الكشف على يحيى وتعابير وجهه غير مطمئنة وبعد قليل أخبرنا أن

الحالة محتمل ان تكون تسمم من ابتلاعه شىء فاسد أدت الى حالة القىء والاسهال

الشديدين والاهم الآن هو انقاذه من حالة الجفاف الخطيرة
.........



هبط علينا

كلامه كالصاعقة وأحسست برعب لم أشعر به فى حياتى .....هل سيموت يحيى ؟ توقف عقلى عن

العمل وتوقفت الحياة عن دورانها حتى البكاء لا اقدر عليه .....أنظر اليه وهو فاقد

الوعى وشاحب شحوب الموتى .......أكيد ابتلع شىء من الشالية او البحر فى غفلة منى ....بماذا تشعر الأم اذا مات ولدها ؟......يارب لم أستطع الحفاظ على نعمتك فسامحنى

واحفظها لى برحمتك وسلطانك ....يارب يارب



انطلقت بأقصى سرعة الى الصيدلية للمرة

الألف لاحضار المحاليل والادوية التى يطلبها الطبيب كل ساعة ....يحيى يزداد ذبولا

ولا يستعيد وعيه من شدة الجفاف منذ 5 ساعات وسارة لا تفارقه وكل المحاليل تخترق

أوردته بلا فائدة ......يارب لا أعرف كيف أدعوك فى هذه المحنة قد أكون أرتكبت

العديد من الذنوب ولا أستحق غفرانك ......ولكن ارحم هذا الملاك من أجل أمه التى

تفقد الحياة كل دقيقة جواره ........ارحمه من أجلى فهو نبض قلبى وثمرة عمرى ......ظهرت أنوار نقطة الاسعاف أمامى ...أخاف أن أقترب فيأتينى الخبر الذى أهرب من

سماعه ......يارب ..يارب




وقبل أن أصل وجدت رجل عجوز مسكين ينام على جانب

الطريق ......لا أعرف من أين جاءنى هذا الخاطر فأوقفت السيارة وانا فى أمس الحاجة

لكل دقيقة ....نزلت وأعطيته كل المال الذى فى جيبى بدون أن أبقى معى شىء و بدون

تفكير ....تذكرت ( داووا مرضاكم بالصدقة) لعل الله ينقذ ابنى الوحيد
........

اقتربت وانا أخشى أن أرى وجوه باكية فى انتظارى ....ولكنى وجدت سارة

تهرول فى اتجاهى وصوتها مختلط بين البكاء وعدم التصديق وهى تهتف ( يحيى فاق يا عمر !!!!!!)



الحلقة
التاسعة




تحول كل بيتنا الى فوضى منذ أن أصبح يحيى يمشى ....أصبح لا يوجد مقعد
فى مكانه ولا مفرش فوق ترابيزة لا سمح الله !! وطبعا أى ورود أو تحف صغيرة أصبح من

المستحيل بقائها مكانها وأصبح مكانها الوحيد فوق الدولاب كى أنقذها من التحطيم

المستمر!! .....لا أعرف لماذا يحب الاطفال استكشاف كل شىء حتى لو رأوه مائة مرة

؟


أتعجب عندما أرى يحيى ماشيا فى أمان الله وفجأة يثبت نظره فى اتجاه شىء معين

وهنا تصفر صفارات الانذار فى رأسى من أنى فى ثوانى سأسمع صوت تحطيم او دمار .....ثم

أجده متجها بمشيته التى تشبه مشية البطة الى هدفه كالصاروخ ويكون غالبا كوب أو

برواز صورة أو أى شىء
.....



وهنا أقفز مثل لاعبى السيرك لأنقذ الهدف المسكين

من مصيره المحتوم وان نجحت تبدأ مرحلة من الصراخ من يحيى احتجاجا على هذا الظلم

البائن !!كنت فى البداية أرق لبكائه وأتراجع عن موقفى كى يكف عن البكاء .......ولكنى وجدت انه فى غاية الخبث علم ان البكاء يخيفنى فاستخدمه كسلاح ....أى

شىء يريده بفتح السارينة
!!

ولكنى انتبهت لهذا السلاح الجديد وأصبحت لا أهتم

لصراخه ...حتى عرف بعد فترة انه لا جدوى معى من البكاء فأصبح ينصرف عنى وكأنه يتمتم (حسبى الله ونعم الوكيل
!!).......



أصبح يحيى هو صديقى الوحيد والوجة الوحيد

الذى أراه يبتسم فى وجهى منذ أن زارنا الحزن وأقام لدينا منذ شهرين ........من يوم

مات والد عمر ونحن نسكن مع الحزن فى كل لحظة .......أخاف على عمر من شدة حزنه على

أبيه ......أراه شاردا حزينا ....أستيقظ فلا أجده بجوازى وأجده يصلى وحيدا وهو يبكى

لله ويسأله الصبر على الفراق ............أحاول بكل طاقتى ان أخرجه مما هو فيه بلا

جدوى ......يارب خفف عنه وعنا
...........



(
لا يعلم جنود ربك الا هو .....) الموت من جنود الله التى تدفعنا دفعا الى الخوف من الوقوف بين يدى الله .......لا

أعرف كيف اختطف الموت أبى لأتحول فجأة من رجل الى طفل صغير فقد يد أبيه فى الزحام

فوقف يبكى ولا يشعر بزحام الدنيا من حوله ......فقط ينتظر وجه أبيه ليعيد له الأمان ......رحمك الله ياابى كم أتعبتك فى طفولتى ....وكم عاندتك فى مراهقتى .......وكم

جادلتك فى شبابى ........أندم على كل يوم لم أقبل به يديك
........





وتبقى مشكلة أمى .....أنا ابنها الوحيد الرجل وأخواتى البنات

متزوجات وفى بلاد بعيدة مع أزواجهن .......وأمى فى حال يرثى لها منذ وفاة أبى ....وأنا يوميا أزورها بعد عملى وهى تعيش فى أحزانها وتهمل حتى صحتها .......خوفى

عليها يزداد ولكن ماذا أفعل ؟




حياتنا انقلبت منذ وفاة والد عمر أصبحت لا أرى

عمر الا نادرا ....أصبح يخرج من عمله يذهب الى حماتى ليقضى معها بقية الليل وأحيانا

يبات هناك معها ......وأنا أزورها ثلاث أو أربع مرات فى الأسبوع .....أعد طعام

الغداء وأصطحب يحيى وأذهب لها وننتظر عمر ليأتى ونقضى بقية اليوم معها ......أشفق

عليها من أحزانها .......لا أعرف كيف تشعر المرأة لو فقدت شريك حياتها وحبيبها

ورجلها الوحيد بعد عشرة أكثر من ثلاثين عاما ؟؟؟








وقد تحول حزنها الى

عصبية شديدة لو غاب عنها عمر يوما تظل تبكى وتتهمه بأنه لا يحبها ويفضل بيته وزوجته (اللى هى أنا !) عنها ......ولو لم أحضر لها يحيى لتراه انصبت فوق رأسى كل صراخ

الدنيا .....ازدادت أعصابى توترا وأصبحت تقريبا لا أنام وبيتى فقد الاستقرار ولا

أرى زوجى ......ولا أستطيع ان انطق بكلمة ....بل على طول الوقت أن احتمل أعصاب عمر

المنهارة وغضب حماتى طوال الوقت
..........

-

-

-

-







زارتنى ماما ورأتنى وانا ذابلة

مجهدة وقصصت عليها ما أنا فيه ....فردت على
:

-
معلش ياسارة استحملى ...جوزك

معذور ده برضه والده






-
انا عارفة ياماما والله ونفسى أخرجه من اللى هو

فيه ......ومستحملة عصبيته واكتئابه ......بس حاسة انى عايشة فى دوامة يادوب اصحى

الصبح علشان اشتغل وأجهز الأكل وأشيله وآخد يحيى وأروح لحماتى ونقضى بقية اليوم

عندها وطول الوقت بأستحمل كلام فى منتهى الغلاسة وكأنها عاوزة تقول لى ( انا جوزى

مات وانتى كمان واخدة ابنى ؟ ) بجد ياماما تعبت ومش عارفة اعمل ايه ؟




-
معلش

اهم يومين ويعدوا ياسارة خليكى انتى بنت الاصول اللى تقف جنب جوزها وامه فى الظروف

دى ......يعنى لو كنت انتى مكانه مش كان ح يعمل كده ؟






-
مش باين ياماما

انهم يومين ......احنا بقالنا شهرين على الحال ده وعمر مش عاوز يسيبها لوحدها أبدا

وبصراحة عنده حق بس انا تعبت أعمل ايه ؟




-
فسكتت ماما للحظات وكأنها تفكر فى

أمر عميق وأجابتنى : بصى ياسارة خلينا واقعيين انا رأيى انك تقولى لعمر يجيب والدته

تقعد معاكى هنا
..........





-
فانتفضت كالملسوعة : ايه تعيش معايا هنا ؟

انتى بتقولى ايه ياماما ؟ هو انتى مش عارفة طبعها وازاى بتعاملنى ؟ حرام عليكى
!!



-
بصى ياسارة خليكى عاقلة .....مش معقول ح تفضلوا على الحال ده ومش ممكن

ح تقولى له ارمى أمك .....علشان ربنا يبارك لك فى يحيى .....وبعدين خليها تيجى منك

أحسن لأن ده ان آجلا أو عاجلا ح يحصل وهو اللى ح يطلب منك انها تعيش معاكم لأنه

ابنها الوحيد الرجل ......يعنى هاتيها منك واعرضى عليه انتى واحتسبيها عند ربنا
........





-
فسالت دموعى وانا أرى أن كلام أمى منطقى جدا ولا مفر منه : بس ياماما كده ح نبقى طول اليوم فى حرب ......وأكيد ح تحصل مشاكل .......أعمل ايه

؟






-
والله اتكلى على الله ومادمتى بتعملى كده علشان ترضى ربنا وتريحى

جوزك يبقى أكيد عمر ربنا ما ح يسيبك ابدا ان شاء الله



-

-

-

-

-
صليت استخارة ودعوت الله وقلبى يمتلأ بالخوف من حياتى

التى ستقلب رأسا على عقب .........وبكيت بين يدى الله وأنا أسأله العون .......واقتربت من عمر وهو جالس وحده فى الصالون شارد النظرات ......وهمست له
.......



-
مش تروق كده يا حبيبى .....ده انت تعرف ربنا وربنا يرحمه ان شاء

الله
..........



-
ونعم بالله ياسارة وهو ح يفضل غالى على طول ............ بس كل ما افتكر والدتى انها لوحدها فى الشقة وانها ممكن يحصل لها حاجة من غير ما

اكون معاها بأتجنن ....نفسى أكون معاها على طول علشان بالى يرتاح
........





-
فهمست فى سرى (والله عند حق ياماما خليها تيجى منى أحسن !!) ورددت عليه
:



ربنا يخليهالك يارب .......طيب أنا عندى اقتراح علشان تطمن

عليها ايه رأيك تيجى تعيش معانا هنا وانا أحطها جوة عينى .........ايه رأيك

؟






-
فصرخ فرحا ورأيت ابتسامته التى لم أرها من شهور وهو غير مصدق وقال لى : ايه بتقولى ايه ؟ انتى بتتكلمى بجد ياسارة ؟ انا كان نفسى أعرض عليكى الموضوع ده

بس كنت متردد
...........





-
فبلعت توترى وابتسمت له وقلت ليه بتقول كده

يا عمر هو احنا يعنى ح نرمى أهالينا ؟ ربنا يخليهالك ويقدرنى على خدمتها
........

.

-
فاحتضننى فى قوة وهو يقول لى : بجد مش عارف أقول لك ايه ياسارة

انتى فعلا بنت أصول .......انا عارف ان ماما متعبة شوية ....بس صدقينى انا شاء الله

مش ح تضايقك خاااالص .............وتركنى وانطلق الى التليفون يزف البشرى لوالدته
....





-
وأنا أردد وانا أكاد أبكى : خالص خالص

خاااااااااااااااااااااااااااااااااالص !!!!!!!!!!!!




الحلقة
العاشرة




انا اللى جبت ده كله لنفسى !!!! اقول هذه الكلمة لنفسى كل يوم وكل دقيقة
من السيرك اللى عايشة فيه من ساعة ما حماتى المصونة شرفتنا بالانتقال الى الحياة

معنا .........الله يسامحك ياماما !! انتى اللى اقترحتى الاقتراح الرائع ده
!!!



حياتى انقلبت بزاوية 180 درجة ........لم أكن اتخيل ان كل هذا سيحدث فى

شهر واحد ....البنت بتتجوز علشان يكون لها بيت مستقل تكون هى ملكته تفعل به ما تريد ......وقت ما تحب .....تطبخ ما تشاء ...تضرب عن الاعمال المنزلية وتؤجلها ليوم آخر

وقت ما يحلو لها
...........



افتقدت كل هذا دفعة واحدة !! أحسست انى ضيفة فى

بيتى ....وياريت كمان ضيفة دى حتى الضيفة بتخدم وتكرم ......اما انا تحولت الى

أسيرة ومراقبة 24 ساعة من حماتى ...... طول النهار تراقب تحركاتى وتنتقدتنى فى كل

حاجة
........



تراقب تطور حلة المحشى من اول نغسل الأرز الى آخر محطة وكل

لحظة تتحفنى بعبارات من نوعية ( واضح انك لسه بتتعلمى ياسارة ) ( لا لا لا ده مش

محشى ده يخنى !!) (عمر ما بيحبش المحشى الا من ايدى انا
!!)



ولا تفكر حتى

ان تساعدنى فى اى شىء .........وانا لا أرد على أى كلمة وأحاول ان ابتسم حتى تصلبت

شفايفى فى وضع ابتسامة مسلوقة لا معنى لها .....بس علشان ما أطقش وأموت
!!



ياسلاااااااااااااام ربنا يخليكى لى ياسارة يا حبيبتى .......حلت لى كل

مشاكلى مرة واحدة بقيت مطمئن على ماما كل ساعة .....وسارة كمان شايلاها جوة عينيها

بصراحة ......انا كنت فاكر انى كل يوم ح الاقى خناقات لرب السما ....لكن الحمد لله

الدنيا هادية وجميلة والاتنين زى السمنة على العسل !!!!!!!! بصراحة مش أى واحدة

تستحمل ماما انا عارف انها صعبة وبتحب تتدخل فى كل حاجة بس ح اعمل ايه يعنى ؟ ربنا

يخليها لى يارب ......ويخلى لى سارة وتفضل بعقلها الراسى كده على طول
!!!!!!!



انا خلاااااااااص معدش فى ريحة العقل !!! قربت اتجنن وأسيب البيت ........كل حاجة فى الدنيا حماتى مدخلة نفسها فيها .......حتى تربيتى ليحيى كل حاجة

غلط فى غلط !! لو أكلته جزر يبقى لااااااااا البطاطس أفيد كتير ......ولو اكل

شيكولاتة يبقى سنانه ح تقع ولو حرمته منها يبقى انا أم مفترية !!! بجد مش عارفة

اعمل ايه ولا أملك الا الطاعة لكل كلامها ولو جادلتها ندخل فى جدال يستمر لساعات

فأسمع كلامها وانا أموت من الغيظ
............



والمشكلة الأكبر كمان هى فى

وجود عمر .....بتستأثر بيه وكأنه زوجها هى !! تقعد تتكلم معاه بالساعات وتطلب منى

أعملهم فنجانين قهوة علشان القعدة تحلو !! ولو بعد الشر قعدت اتكلم معاه على انفراد

فى أى موضوع لازم تعرف بنتكلم فى ايه والا تزعل وتتقمص والود ودها انها تنام معانا

فى نفس الاودة
!!!



بجد انا تعبت خلاص ولازم الوضع يتغير لازم اطلب من عمر

انها ترجع شقتها ونرجع نزورها زى الأول .......بس ازاى اقدر أطلب منه كده ؟ اكيد

الدنيا ح تولع ويبقى شكلى انى بأطرد أمه .....لا لا ما ينفعش الحل ده ...انا عارفة

الدين والأصول وكمان لو عمر عمل كده فى أمى أكيد ح أقتله
!!



انا عارفة انى

مهما عملت لا يمكن تحبنى زى بنتها .....دى الطبيعة البشرية انا برضه مش ح احب زوجة

يحيى ابنى !! يعنى بعد ما اتعب وأربى تاخده راجل على الجاهز ؟!! طيب يبقى انا أشيل

فكرة انها تحبنى من دماغى واحاول اتقبل الوضع وأحسنه وخلاص ........ ودخل عمر على

وأنا غارقة فى التفكير وضاربة بوز
:



-
ايه يا سارة بتفكرى فى ايه ده كله

؟




-
ولاحاجة ياعمر بس تعبانة شوية
........



-
من ايه يا حبيبتى .....مش

ماما بتساعدك فى تربية يحيى ؟
!!



-(
ياخرااااااابى !!! بتساعدنى ؟!!! ) طبعا

قلتها فى سرى ورديت عليه وانا مفروسة : طبعا طبعا ربنا يخليهالنا
........



-
فرد على بحنان : والله انا حاسس بيكى يا حبيبتى وعارف ان ماما

صعبة شوية ....بس اعمل ايه انا ابنها الراجل الوحيد ....أرميها يعنى ؟





-
فسالت دموعى رغما عنى وقلت له : ياعمر انا لا يمكن اقول كده وانا اللى

طلبت منك انها تيجى هنا ....بس بجد انا حاسة انى بقيت ضيفة فى البيت مش صاحبته

بأنفذ كل كلامها وبتنتقد كل حاجة بأعملها فى البيت ومحسسانى طول الوقت انى مش بافهم

فى أى حاجة ......بجد تعبت ......اعمل ايه ؟




-
فأخذ وقتا طويلا قبل ان يرد

وجاء صوته مليئا بالحيرة وهو يرد على : بصى ياسارة .....انا عارف ان عندك حق ...بس

حطى نفسك مكانها دى ست فقدت عشرة عمرها كله ولقت نفسها وحيدة وكمان سابت بيتها

فبتعتبرنى انا رجلها الوحيد فى الدنيا ومتخيلة انك انتى اللى واخدانى منها .....فنفسيا كده بتغير منك ومن حبى ليكى وبتحاول تحسسك انها أحسن منك فى كل حاجة ........معلش لازم نراعى تفكيرها ده ........حاولى تصاحبيها وتخليها تشيل فكرة

الغيرة دى من دماغها
.........



-
فرديت بفراغ صبر : والله حاولت مفيش فايدة
.........



-
فرد بعصبية : بصى ياسارة انا مش ح اتكلم فى الموضوع ده تانى .......انا لايمكن أغضبها أبدا علشان خاطرك ......ولو اخترت بين بيتى وبين رضاها ح

أختارها هى .....واعرفى انى لو ما عملتش ده وأغضبتها علشانك ........ابنك يحيى ح

يعمل فيكى كده و حيرميكى علشان مراته (الديان لايموت ) ومش ح اتكلم فى الموضوع ده

تانى ياسارة ........تصبحى على خير



-.......
وانت .........!!!!!!!!!!!



الحلقة الحادية
عشرة




(البحر من خلفى وحماتى من أمامى )!!!!!!!! عمر فجر القنبلة فى وشى وسابنى
اواجه المشكلة لوحدى !! يعنى كان ح يحصل ايه لوكلم والدته ووصاها على شوية ؟ خلاص

الدنيا ح تولع ؟ طيب أعمل ايه يارب ؟ انا بجد تعبانة ومش عارفة ارتاح ولا دقيقة لا

من حماتى ولا من يحيى .....بيطلب كل دقيقة طلب لما خلاص جننى .....باحس انه فاضى

وبيتسلى .....فاضى وبيتسلى ؟! فاضى .............. ايه ده ؟ معقووووووول ؟
!!

معقول يا سى يحيى انت اللى ح تحل لى الحدوتة العويصة دى ؟ قمت من مكانى وأحضرت

له مكعبات أحضرها له والدى وأبعدتها عنه حتى يكبر ويستطيع اللعب بها ...وأول ما

رآها هجم عليها يبعثرها من مكانها وجلست معه أريه كيف يركبها ....وماهى الا دقائق

حتى استغرق باللعب بها وان لم يستطع تركيبها ولكنه

أخذ يلعب بها ويكتشفها والأهم

انه بعد عنى ولم يطلب أى طلبات أخرى
!!



طيب ما هى حماتى نفس الحكاية بالظبط ........حياتها فارغة جدا وخاصة بعد موت والد عمر ....وأنا من أقوم بكل الأعمال

المنزلية ولا أحاول أن أتعبها فى شىء ......فلا يبقى لها الا الفراغ واللعب مع يحيى

والتفرغ التام لانتقادى !!! طيب ما انا لو رحت ضيفة عند أى أسرة وكنت لا أفعل أى

شىء طوال 24 ساعة الطبيعى جدا انى سأتفرغ لمراقبتهم لبسوا ايه ؟ عملوا ايه ؟ .....خلاص يبقى الحل الوحيد انى أشغلها طول اليوم .....خلاص ح أجيب لحماتى مكعبات
!!!!!!!



انا كمان من ناحيتى لازم أقلل احساسى انها غازية لبيتى وانى خلاص مش

عارفة ارتاح طول ما هى موجودة ........بصراحة فى وجودها مريحانى من يحيى فى أوقات

كتير وخصوصا وانا بأشتغل الصبح على الكومبيوتر .......وكمان فى حاجة مهمة ان فى

وجودها عمر مش بيتخانق معايا خالص حتى لو لقى البيت بيتحرق !! ودى حاجة

جمييييييييلة جداااااااا


انا ح أحاول أحسسها انى بأحبها علشان هى كمان تحاول

تحبنى .......مش كفاية انها ادتنى عمر حبيبى علشان استحملها ؟ ومش بس استحملها لا

أحاول احبها ؟





بصراحة سارة عندها حق فى شكوتها من ماما ...بس كان لازم أوقف

الموضوع بحزم علشان ما يكبرش ويتحول لخناقة وانا حاولت قبل ما هى تشتكى ومن غير ما

تعرف انى ألفت نظر ماما انها تخف شوية على سارة ....بس طبعا من بعيد لبعيد علشان

ماأزعلهاش ...زى اللى بيوصف لواحد ازاى يروح اسكندرية عن طريق أسوان !!! والله انا

نفسى أرضى الطرفين بس مش عارفة ازاى ؟ لا ورد فعل ماما كان غريب جدا !! نظرت لى

نظرة طوييييييييييلة وسابتنى ومشيت
!!!



وبدأت خطوات الخطة الجهنمية اللولبية

فى شغل فراغ حماتى وكمان تهدئة نفسيتها الثائرة داااائما
!!

أول حاجة انى

دعوتها اننا نصلى جماعة انا وهى كل الفروض بعد ما كانت تصلى وحدها ....فى الأول

اعترضت كالمعتاد بحجة انها لا تقدر على الوقوف الطويل فأحضرت لها كرسى صغير تصلى

عليه ...وبدأت أوقظها لصلاة الفجر بعد أن كنت أتركها تنام .....وسبحان الله بعد عدة

أيام من صلاتنا معا أنا وهى لانت معاملتها لى بعض الشىء .....وجعلنا لنا وردا يوميا

من القرآن .....كيف يجمعنا الله خمس مرات يوميا ويفرقنا الشيطان ؟




وتشجعت

انى طلبت منها أن نذهب أنا وهى يوميا درس لتعليم التجويد فى المسجد المجاور بعد

صلاة العصر....وكنت أتوقع كلمتين فى العظم ورفض دون أسباب !! ولكن لدهشتى وجدتها

وافقت بسهولة ووجدها فرصة لتعلم شىء جديد والخروج أيضا ..... وسبحان الله وجدتها

عندما تقربت لله أكثر وشغلت وقتها أكثر .....أحبتنى قليلا
!!

وتغيرت معاملتها لى

فى أشياء كثيرة .....بل وبعد عدة أسابيع من انتظامنا فى درس التجويد يوميا ....وجدتها تدعو لى لأول مرة فى حياتها
!!!!!!!





ولأول مرة أكتشفت الجانب

الطيب فيها الذى كان مختبىء وراء عصبيتها وانتقادها لكل الناس .....وتحسنت علاقتى

بها كثيرا .......لن أقول انها أصبحت مثل علاقة الام بابنتها ولكن على الأقل الجانب

العدائى بيننا قل كثيرا وأصبحت أفتح لها قلبى وأحكى لهاعن عملى بعد أن كان كل

كلامنا عبارة عن قذاف نارية
!!!!



بل وتهورت مرة واشتكيت لها من عصبية عمر

فى موقف معين وظلمه لى .........حقيقة لم تقف ضد حبيب قلبها بالطبع كما كنت أطمع!! ولكن على الأقل لم تهاجمنى زى زمان بأنى متجوزة سيد الناس كلها !! ولكنها طيبت

خاطرى بكلمتين وهذا يكفينى
!!!



والله لو علمت كل امرأةعلى الأرض انهاعندما

ترضى أهل زوجها وبالأخص والديه أن حبها فى قلبه سيتضاعف لانتهت كل مشاكل الكون !! كل وقوف سارة بجوارى وحنانها معى وعشرتها الطيبة وحبها لى كوم .....ورعايتها لأمى

واهتمامها بها ومحاولة تغييرها واتقاءها الله فيها كوووووووووووووم تانى
!!



حب سارة فى قلبى تضاعف واحترامى لهاأصبح لايوصف .......لابد أن أكافىءهذا

الملاك الصابر ....نزلت اشتريت لها حلقا صغيرا ماسيا على شكل قلبين صغيرين .....وجريييييييييت على حبيبتى
.........

وجدتها فى انتظارى جميلة كالمعتاد

وحدها دون ماما ويحيى باشا
.........



-
وحشتينى يا حبيبتى .... ماما فين

ويحيى ؟


-
وانت كمان وحشتنى يا حبيبى ....طنط ياسيدى عرفتها على الحاجة فوزية

اللى فى الدور الخامس من كام يوم .....انت عارف هى كمان وحيدة بعد جواز ولادها ....واتصاحبوا على طول وبقت طنط بتاخد يحيى وبتطلع لها كل يوم تشرب معاها فنجان

قهوة ويفتكروا أيام ما كان الرغيف ب 3 مليم
!!



-
قصدك ان ماما عجوزة صح ؟

ياماااااااااااااااما ااااااااااا
!!!

-
فوضعت يدى على فمه قبل ان يفضحنى : بس

ياعم انا ما صدقت انها ترضى عنى شوية عاوز توقع بنا ليه ؟


-
فضحك وهو يقول :لا

والله ده انا مش عارف أشكرك ازاى على معاملتك لماما بجد احترامى وحبى ليكى زاد ....انا جبت لك هدية يارب تعجبك
.........

-
ففتحت العلبة ورأيت الحلق الرائع ولم

أصدق انه ماس الا عندما أقسم لى عمر ولم أعرف كيف أشكره
................

ومن

زماااااااااااااااااااان سكتت شهرزاد عن الكلام المبااااااااح ...........




الحلقة
الثانية عشرة






الكابتن يحيى اتم سنتين من عمره المديد ........أصبح شقى
جدا وملامح شخصيته ظهرت ...ورث العصبية من عمر ومنى العند طبعا
!!

أصبح يقلدنا

جميعا فى الكلام وينطق الكثير من الكلمات بطريقته الكوميدية ...أجملها على الاطلاق

كلمة (ماما) ...يرشونى بها كى تذيب أى غضب داخلى من أى كارثة فعلها .......وما أكثر

حوادثه وكوارثه التى لا تنقطع
.....



وعلى رأسها معركة الطعام اليومية التى

تجعلنى اتمنى ان أطعم حى شبرا بأكلمله ولا أطعمه طبقا واحدا!! يرفض الطعام بأغلب

صوره ويتمنى ان يمتلأ العالم شيكولاتة وحلوى ولتذهب كل الأطعمة الى الصين
.........





وعندما أتم العامين بدأنا الكارثة الحقيقية فى حياة كل أم وهى

مأساة تعليمه استخدام الحمام وحده والاستغناء عن الحفاضات !! لا يمكن وصف العذاب

الذى عشته لأسايبع طويلة ...أصبحت عصبية وتعبت من هذا الصراع ....لا أعرف كيف تحولت

حياتى كلها الى وجبات طعام وحفاضات وصراخ ؟
!





بعد ما سافرت أمى الى أختى

فى السعودية لعمل عمرة وقضاء عدة أشهر معها ....خلا البيت منها بعد ما اعتدت

وجودها......سبحان الله يظل الرجل طفلا يشتاق الى حضن امه مهما طال به العمر
.......





العمل فى الشركة تتطور مراحله بشكل لا يوصف وتتوسع المشروعات به ..وترقيت فى منصبى تبعا لمجهودى رغم قصر المدة ....وأصبح مطلوب منى تدريب بعض

المهندسين الجدد الذين يلحقوا للعمل فى الشركة وملازمتهم حتى يتقنوا العمل
....

عشت معهم لحظات التوتر الاولى والخوف من المجهول واهتزاز الثقة فى الموهبة الذى

عشته قبلهم فى ايامى الاولى هنا.... منهم من يتخطى أشهر الاختبار ويثبت نجاحه ومنهم

من تتعثر خطواته ويعود من حيث أتى
!!





حتى جاءتنا فى يوم مهندسة شابة

اسمها آية ...من أول لحظة شعر الجميع أن شخصيتها متفردة ....درست الهندسة فى الخارج

رغم صغر سنها مما أعطى موهبتها ثقلا لا يستهان به
....



خطوطها حساسة

وأفكارها متجددة ....ورغم هذا تتمتع بحياء المبتدئين ولا تتطاول على أحد ....جعلتنى

فى أحيان كثيرة فى حيرة كيف أكون من يدربها وفى رأسها أفكار أنا شخصيا لا أعرفها من

قبل
!!





ولكنها كانت تنصت لأى ملاحظة منى حتى لو كانت تعرفها من قبل

وتتظاهر بالتعلم مما أثار اعجاب الجميع بها لتواضعها ونبوغها فى سنها الصغير
........





الملل يحيط بى من كل جانب ..عملى على الكومبيوتر لا جديد به

أبدا نفس الايميلات ونفس الكلمات ونفس الاشخاص ....حتى أكاد أن أقوم به وانا مغمضة

العينين ولم يعد يستغرق من يومى سوى 3 او 4 ساعات وبقية اليوم فى نفس الروتين .....أحادث يحيى طوال اليوم حتى لا أحادث نفسى
......



عمر لاأراه سوى

ساعتين فى اليوم بعد أن ترقى فى منصبه ....وبعد أن يعود لا يكون لديه رغبة فى أى

كلام أو حديث ....يعود منهكا يلعب مع يحيى قليلا ويستمع لأحاديثى المكررة عن معاركى

اليومية مع يحيى فى محاولة اطعامه أو ادخاله الحمام ...وطبعا ينام اول ما أبدأ

كلامى
!!!.. .......



شخصية آية تزداد تألقا كل يوم ...أصبحت محط انتباه

الجميع فى أسابيع قليلة بموهبتها وشخصيتها الجذابة فى الحديث حتى ما تكاد تتحدث حتى

تستحوذ على عقل محدثها من ثقافتها وادراكها للعديد من جوانب الحياة
...



حتى

علمت منها انها تحضر ندوات ثقافية ومعارض تشكيلية .....وتأخذ دورات للغات فى

الجامعة الامريكية .....لا أعلم من أين تأتى بالوقت لتفعل كل هذا ؟



وأكثر ما

أثار اعجاب الجميع بها هو التزامها بدينها رغم دراستها بالخارج .....مما جعلنا

نزداد احتراما واعجابا بها
.......



عمر يحكى لى عن المهندسة الجديدة منذ

أكثر من ساعة .....لم أره من قبل يتحدث عن أحد وتلمع عيونه بهذا الشكل .....كتمت

غيرتى وبادلته الحديث وانا أراه يلصق بها كل الصفات الرائعة من التدين والثقافة

وجاذبية الشخصية وأيضا الجمال
!!



-
انتى ما تتصوريش يا سارة البنت دى مميزة

قد ايه ...قليل اوى لما الواحد يشوف بنت موهوبة فى الهندسة بالشكل ده
....



-
ليه هو انتم مش عندكم مهندسات فى الشركة ؟





-
لأ فيه طبعا ....بس أغلبهم بعيدين عن التصميم مش موهوبين زيها ....بيشتغلوا فى التنفيذ

بس
.......

-
داريت غيظى وانا أقول له : أكيد مش بتقول انها دارسة هندسة برة ده

شىء طبيعى انها تكون متميزة
.....



-
قال لى وعيونه تلمع : هى مميزة فى

الهندسة بس يابنتى ؟ دى مثقفة بشكل كبير جدا مفيش حاجة فى الدنيا الا وعندها فكرة

عنها ....سياسة فن ادب . ...ما شاء الله بجد عليها
....

-
مممممممممممممممممم







-
لم يلاحظ انى أريد غلق الموضوع وأكمل : لا وكمان متدينة بتراعى ربنا

فى كل تصرفاتها .....وواضح كمان ان عيلتها م
.....



-
قاطعته لأغلق الموضوع

قبل أن أنفجر وحاولت تصنع الابتسام وانا أحدثه : اسكت يا عمر النهاردة يحيى رمى

ريموت التليفزيون من الشباك و....دخل المطبخ فتح ازازة الزيت وبهدل أرض المطبخ .....ولما جيت أجرى وراه قام
..........

-
تصبحى على خير ياسارة .. .....عندى شغل

بدرى !!




الحلقة الثالثة
عشرة




الأيام الماضية عشت أسوأ أيام فى عمرى ....احساس لا يوصف بعدم الأمان ....عندما أرى زوجى وحبيب عمرى وكأنه ليس معى ....تائه فى عالم آخر .....أشعر به
بغريزة الأنثى التى لا تخطىء .....وما يطمئنى قليلا انه متدين ولن يفعل شىء حرام .....لكن حتى المتدينين أكثر الناس زواجا على زوجاتهم
!!



ولكن يبدو ان سحر

هذه الفتاة أكبر من مقاومته .....وظروف وجودها معه لساعات طويلة رغما عنه يجعله

يسحر بطريقة تفكيرها وجاذبيتها ....أنا أعلم زوجى جيدا لا ينجذب كثيرا لامرأة جميلة

فارغة العقل ....ولكن ما أخشى عليه فعلا منه هى امرأة شديدة الذكاء والتميز .......هى فعلا القادرة على جعل حصونه تهتز
.........



ولكن أين أنا ؟ ألست

حبيبته كما يدعى ؟ كيف تشاركنى فى قلبه او حتى فى

عقله امرأة أخرى .......هل لو

رأيت أفضل رجل فى العالم سيشارك عمر فى قلبى ؟ لكن يبدو أن قلب الرجل مثل محطة

القطار كل واحدة ممكن تركبه
!!



انا خلاص قربت اتجنن عايش فى صراع رهيب .....طول الوقت حاسس انى بأعمل حاجة غلط ....مش عارف ايه اللى بيحصل ؟....عمرى ما

اتشديت ولا أعجبت بواحدة بالشكل ده ....بجد تعبت من التفكير بأحاول انى أبعد عنها

كل الطرق حتى انى حاولت انى أخلى واحد تانى يدربها مفيش فايدة اترفض طلبى .......بأحاول انى لا أنفرد معها فى مكان على الاطلاق ولا أحاول انى اكلمها فى اى

شىء شخصى وكلامى معها رسمى جدا وفى حدود العمل فقط .......ولكن دون جدوى
..



أشعر ان تفكيرى فيها لا يتوقف .فهى شخصية شديدة التميز والذكاء تجعلك لا

تستطيع الا ان تملك عقلك وتفكيرك ....ولكنى أحب سارة فعلا ...ولكن عندما أقارنها

بآية أجد فرقا كبيرا فى كل شىء
!!



حاولت لوم نفسى بأن يحيى شغلنى عن عمر

وحاولت التجديد فى شكلى وفى المنزل وكتمت غضبى وغيرتى وتجاهلت حديثه عنها وحاولت

ارضاءه.......حاولت استعادة ليالى شهرزاد بلا فائدة !! عمر يضيع منى
!!



حاولت التودد اليه وفتح مواضيع جديدة للحديث معه وتحاشيت الحديث عن معارك

يحيى اليومية فكان يسمعنى بلا اهتمام وكأن عقله فى مكان آخر





حتى لو كانت

هذه البنت متفوقة عنى فى كل شىء فلا يجوز حتى المقارنة بين شريك العمر وأى أحد آخر .....فالزوجة تحب الشعر الابيض الذى يغزو شعر زوجها بعد الزواج فهو دليل شاهد على

عشرتهم الطويلة وأيامهم التى قضوها سويا ....هل اذا وجدت رجلا اكثر شبابا تترك

زوجها لأجله ؟
!!!

يارب ارفع هذه الفتنة وساعدنى وأعد الى زوجى وحبيبى
!!





الشركة ستنظم حفلة بمناسبة حصولها على مناقصة عالمية ........وكل

المهندسين وأسرهم سيحضرون فكرت فى الاعتذار ولكنى لم استطع ....والغريبة ان سارة

وافقت على الفور وتحمست جدا للحضور معى .....ياترى شعرت بشىء ؟ لا أظن
!!

ولكنى

لا أريد ان تجتمع سارة وآية فى مكان واحد ..ربنا يستر
!!



جاءتنى فرصة

الحفلة لأرى غريمتى عن قرب ......أشعر ان الله سيأخذ لى حقى .......ولكنى عندما

أراها سأحترق من الغيرة .....أخاف ان أقتلها والواد يحيى ما يلاقيش حد يربيه
!!



اشتريت فستان سهرة قمة فى الاناقة وأرسلت يحيى الى ماما من قبل الحفلة بعدة

ساعات كى اتجهز وأحاول ان أريح أعصابى ولا أظهر لعمر توترى ....ولأول مرة أخذت

ساعات فى ارتداء ملابسى لأنى فى كل مرة لم أكن راضية عن مظهرى ....آآآه عندما يفقدك

اعز الناس لك ثقتك فى نفسك !! من سيعطيها لك ؟
!!



وعندما جاء موعد الحفلة و

رآنى عمر بالفستان الجديد لم يغازلنى كعادته اذا ارتديت شيئا جديدا ولكن رد بسرعة

ودون اهتمام (آه حلو اوى ...يالا علشان اتأخرنا
!!!!)

وأخيييرا وصلنا الحفلة

وكانت مقامة فى فندق أنيق والديكورات رائعة والموسيقى تريح الأعصاب والجميع فى أبهى

صورهم ....لم نتبادل أنا وعمر الا كلمات قليلة طوال الطريق وكل منا غارق فى عالمه
....... :



وأخذت أدور ببصرى بحثا عن عدوتى اللدودة ولم أستغرق وقتا طويلا

حتى عرفتها ....شابة جميلة جذابة المظهر وذات أناقة واضحة ولمسة مميزة فى مظهرها .....وكالعادة يجتمع حولها الكثير وتستأثر هى بالحديث ...وأكد لى ظنونى لمعة عيون

زوجى عندما رآها وكلامه المفاجىء بعد صمت عن جمال الجو
!!!!



اعقل كده ياسى

عمر وما تخليش سارة تاخد بالها ....والله انا حاسس ان سارة حاسة باعجابى بآية .بس

معقول ؟ دى كانت بتعاملنى كويس جدا الايام اللى فاتت ...يبقى أحسن حاجة انى اتعامل

طبييييعى جدا ...يا ما شاء الله دى آية جاية بنفسها تسلم علينا .....انا بأقول أنفد

بجلدى وأهرب من هنا على الهند
!!........



-
اهلا اهلا باشمهندس عمر ....عندك

حق تخبى عننا المدام ...ما شاء الله زى القمر
..



-(
انا اللى قمر برضه !! منك

لله يا شيخة !!) -ورددت تحت أسنانى : الله يكرمك انتى اللى قمر يا باشمهندسة
!!



-
على فكرة الباشمهندس عمر كلمنا عنك انتى ويحيى كتير
!!

-
كمان؟!!! ما

شاء الله بتكلموا فى حاجات غير الشغل؟- ورددت بكيد أنثوى ( أصل هو ما يقدرش يبعد

عننا أبدا
!!)



اوباااااا دخلنا فى كيد الحريم لما أغير الموضوع أحسن ما

نبات فى القصر العينى
....:

وغير عمر الموضوع وأخذ يتكلم فى الرياضة والسياسة

والست هانم ما شاء الله لا تكف عن الكلام لحظة فى أى موضوع ...ثقافتها وجاذبيتها لا

توصف .....حتى لو سألتها عن سياسة موزمبيق الداخلية أكيد ح ترد !!.... : ...أخذت

أدعو الله كيف انتصر على هذه الفاتنة التى سحرت عقل زوجى وانا الى جواره ؟ وأخذت

أتكلم معها حديثا عاديا حتى سألتها سؤال غير مجرى الاحداث تماما
......... :



-
عمر بيقول لى انك متميزة جدا فى شغلك ياآية ..ماشاء الله ...ياترى فكرتى

تستمرى فى الشغل بعد الجواز والاولاد ؟





-
وكأنى ضغطت على جرح قديم فقطبت

جبينها وقالت: والله الظاهر انى ح أفضل أشتغل على طول ومش ح أفكر فى الارتباط تانى
!!



-
وكأنى وجدت كنزا فلم أدع الخيط يفلت من يدى وقلت لها ( تانى ؟ انتى

ارتبطى قبل كده ؟ معقولة ؟
)

-
فردت بمرارة قديمة تفاجأ لها سى عمر : ( الحقيقة

انا تخطبت مرتين قبل كده وما حصلش نصيب بس الظاهر المشكلة فى أنا ..انا مش أحب أبدا

سيطرة الرجل الشرقى على زوجته يمكن علشان عشت برة فترة لكن أول ما كانت تبدأ قائمة

الاوامر والنواهى لسى السيد كنت أنهى العلاقة فورا ....فلا أتخيل أبدا الا أكون أنا

صاحبة الرأى الأول والأخير فى حياتى !! علشان كده مش عاوزة أخوض تجربة الارتباط

تانى
!!)



-
الله الله الله قولى كمان ياست !! – ولم أستطع أن أخفى سعادتى

بخيبة أمل عمر لمعرفته جانب من شخصيتها تفاجأ له كثيرا .....ولكنى تظاهرت بالحزن

لأجلها وانا أقول بخبث (بس الست بتلاقى سعادة كبيرة لما بتطيع زوجها وتحس انها

بتتنازل علشان ترضيه وينجح فى حياته
)



-
فردت بملل كأنها تحادث انسانة من

القرن الماضى لا أرجوكى بلاش الكلام الغريب ده اللى باسمعه من كل البنات هنا فى مصر ....أنا شخصيتى كده ومش ح أتغير
.......)



-.................



-
وطبعا

انهيت الكلام معها بعد وعد أكيد أننا نكون أصدقاء للأبد !! وأخبرت عمر انى أريد أن

أغادر الحفلة كى لا أتأخر عن يحيى ........وكان فى حالة غريبة من عدم التوازن

ومراجعة نفسه والخجل معا
!!

-
وفى السيارة تحدث بلهجة المذنب الذى ينتظر الامساك

به وقال لى وكأنه يدارى خيبة أمله (على فكرة انتى كنتى جميلة اوى النهاردة ياسارة ..ربنا يخليكى لى
!! )



-
فرددت بغضب لم يره منى من قبل (ياااه لسه فاكر ؟

طيب أنا عاوزاك فى كلمتين لما نروح يا عمر !!)





الحلقة الرابعة
عشرة




بدأ عمر بالكلام كى يدفعنى أن اتكلم حتى ينتهى ترقبه لما سأقول
وقال ببراءة : ايه يا سارة مالك انتى من ساعة ما سبنا الحفلة وانتى مش طبيعية !! فيه حاجة مضايقاكى ؟




-
فانفجر البركان داخلى وصرخت فيه لبروده : وكمان بتسأل

؟ لا ده انت بجد عاوز تموتنى
!!



-
علا صوته هو الآخر لتخويفى : فيه ايه

ياسارة ؟ انتى بتزعقى كده ليه ؟ انا ما اسمحش انك تكلمينى كده
!!

-
فلم أهتم

بالتهديد وواصلت بقوة لم أعرفها فى نفسى : شوف يا عمر ما تهددنيش انا على طول

بأحترمك وأطيعك وأسمع كلامك .....لكن المرة دى انا اللى ح اتكلم وانت ح تسمعنى ...وانسى انك بتكلم مراتك الطيبة الهادية واسمعنى لحد ما اخلص كلامى خالص
!!!!



-
ولأول مرة المح نظرة تشبه الخوف فى عيونه من حالتى الجنونية : وقال لى

اهدى بس وبطلى زعيق فيه ايه ؟





-
فحاولت تمالك أعصابى وقلت له : شوف يا عمر

احنا اتجوزنا بعض يمكن من غير قصة حب لكن ربنا أكرمنا وحبينا بعض والحب ده كبر مع

عشرتنا وربنا رزقنا كمان بيحيى ورزقك شغل جديد والأهم من كده ان ربنا رزقنا طاعته

وجمعنا فى حبه ....صح؟




-
فأجاب بملل : ايه يا سارة المقدمات دى كلها عاوزة

تقولى ايه انا عاوز انام
!!

-
فرددت بغيظ : تنام ؟! يا عمر انا بقالى أكتر من

شهرين تقريبا مش بأنام ........من أول ما اعجابك بالست آية بدأ
........



-
فتحول وجهه لألوان الطيف عند القائى القنبلة : آية ؟ آية مين ؟

ايه يا بنتى التهريج ده انا أعجب بآية ؟



-
فرديت بزهق من انكاره : بص ياعمر الست

عندها ردار رهيب بتقدر تعرف احساس جوزها رايح فين ويبقى غبى اللى يتجاهل الردار ده

ولا يفتكر انها مش واخدة بالها ....شوف انا من أول مرة حكيت لى عنها وانا حاسة ان

فيه حاجة مش طبيعية ....لكن قلت مش معقول عمر يعمل كده .....لكن كل ما كانت تيجى

سيرتها حالك كله يتقلب ... وكنت بتقارنها بى فى كل حاجة .......حاولت أصبر لكن انت

كنت كل يوم بتبعد عنى وبقيت فى دنيا تانية خالص
.......



-
فاهتزت كلماته

وحاول الانكار ولكنه لم يستطع : ياسارة انا
.....

-
فقاطعته : بص يا عمر أرجوك

ماتكدبش اعمل أى حاجة غير انك تكدب اوعى تقع من نظرى بكدبك
......



-
وكأنه

طفل ضاق عليه الخناق ويريد الاعتراف بذنبه : لا مش ح أكدب ياسارة ...أنا فعلا أعجبت

بيها لأنها فعلا شخصية مميزة ....لكن انا مش خاين ياسارة انتى معتبرة دى خيانة

؟
!

-
فصرخت : لا والله ؟ أمال دى ايه ؟! والله لو كان اعجاب عادى ما كانش فرق

معايا احنا طول اليوم بنعجب بشخصيات ناس وبتفكيرهم وبثقافتهم ...لكن أول ما بندخل

باب البيت بنسيبهم برة لأن العلاقة الزوجية حاجة مقدسة ما ينفعش ندخل فيها شركاء
.........



-
فرد بضعف لم أعهده فيه : يا بنتى انتى محسسانى انك قفشتينا فى

كازينو على النيل ....أقسم لك بالله انى عمرى ما اتكلمت معاها أى كلام خاص حتى

كلامى عنك وعن يحيى كان قدام كل المهندسين مش خاص ليها ....والله العظيم أنا بخاف

ربنا فى كل حاجة بس بجد غصب عنى ....تواجدى معاها أوقات طويلة فى الشغل خلانى اعجب

بشخصيتها وتميزها ....حاولت أبعد عن تدريبها رفضوا ....أعمل ايه انا مش حجر يا سارة
.........



-
تحرك عطفى عليه وأخفضت من صوتى قليلا وسألته : طيب ليه من أول ما

حسيت بالاحساس ده ما قلتليش ؟





-
فابتسم وقال : ايوة علشان كنت الاقى نفسى

متقطع فى أكياس سودة
!!



-
فرددت بكرامتى المجروحة : طيب انا قصرت فى حاجة من

حقوقك علشان تعجب بواحدة تانية يا عمر وكمان تقارنها بى ؟





-
فرد بعناد : انتى خلاص بقى يحيى رقم واحد فى حياتك وانا رقم اتنين
!!



-
فهمست فى سرىيادى الخيبة على عقل الرجالة !! – ورديت : بص بلاش الحجة الخايبة دى اللى كل واحد

بيبررها لنفسه علشان يعمل حاجة فى دماغه .....لو كنت مهتمة بيحيى فدى حاجة تسعدك

لأنه مش ابن جوزى الاولانى وانت بتربيه .....ده ابنك ..ولازم اول فترة فى حياتى

يعتمد على فى كل حاجة .... لكن أتحداك انك تقول انى أهملتك
!!



-
لا ما

أهملتنيش لكن فين سارة بتاعة زمان المتوهجة اللى كلها ذكاء وثقافة وجاذبية ....؟


-
فأكلمت كلامه : وتسلط .....ليه نسيت تقول ده ؟ مش انت بتقارنى بآية ؟

قارن بقى الحلو والوحش ....قارن لو كانت آية هى اللى مكانى كانت وقفت جنبك لحد ما

تنجح فى شغلك ؟ ولا كانت سابت شغلها علشان خاطرك ؟ ولا استوعبت والدتك وشالتها فى

عينيها .......بيتهيألى لو كانت عاشت هنا شهر واحد مش بس كانت سابتك لا كانت بلغت

عنك الانتربول
!!



-.............................



-
شوف يا عمر انا مش

احسن واحدة فى الدنيا وفى عيوب كتير زى اى حد ....لكن ما ينفعش أساسا اننا نفتح باب

المقارنة بشريك الحياة بأى حد تانى حتى لو كان احسن منه فى كل حاجة .......ربنا سمى

الشركة دى الميثاق الغليظ يعنى زى العقدة المتينة اللى ما ينفعش ان حد تالت يدخل

فيها .......لأننا لو فتحنا باب المقارنة يبقى بنفتح كل ابواب الشيطان لتدمير البيت ......الا لو كنت ناوى تتجوزتانى دى تبقى حدوتة تانية
!!



-
فرد بفزع : أتجوز

؟! ايه ده يا سارة انتى خلاص خلتينى خاين وبأدور على زوجة تانية ؟ انا فعلا بأحبك
.........



-
فرديت من بين دموعى : اللى بيحب حد يشوفه احسن واحد فى الدنيا .....حتى لوالسنين غيرته .....لو مرض ....لو شعره شاب .....لو شكله اتغير .......لأنه أصلا بيعتبر وجوده فى الدنيا مرتبط بحياته .....ما ينفعش يقارن بينه

وبين اى حد لأنه أصلا مش شايف غيره ....زى انا مش شايفة اى راجل فى الدنيا غيرك
.......

-
فتحرك حنانه وحبه ولم يقوى على دموعى وانهيارى : انا آسف ياسارة انا

بجد جرحتك غصب عنى ....آسف عمرى ما ح اعمل كده تانى أبدا ولو حتى بالتفكير .....والله الشيطان هو اللى ضخم لى عيوبك وحسنها هى فى نظرى .... انا فعلا بعدت عن

ربنا شوية من انشغالى فى الشغل الفترة اللى فاتت .....لكن اوعى تشكى لحظة انى مش

باحبك .....اعتبريها غلطة صغيرة من ابنك التانى ولو اتكررت ابقى اعملى اللى انتى

عاوزاه .......انا عمرى ما كدبت عليكى ابدا .....أرجوكى صدقينى المرة دى ومش ح

تندمى
........



-
فرق قلبى لكلامه وكدت اسامحه على الفور ولكنى أحببت ان

أشعره بكبر خطأه حتى لا يكررها : ح احاول اصدقك لكن بجد انا محتاجة فترة أكون فيها

لوحدى علشان استعيد ثقتى فيك وفى حياتنا .....ح اروح لماما كام يوم لحد ما أعصابى

تهدأ
.....



-
فرد بحزم : لا انا مش موافق
.......



-
فرديت بعناد : عمر

انا محتاجة الفترة دى اننا نبعد عن بعض كام يوم .....وح اقول لماما انك مسافر فى

شغل ....انا بجد مش قادرة أقعد فى البيت هنا ....ما تضغطش على أعصابى أرجوك
.........

-
فرد بحزن : زى ما تحبى يا سارة ........لكن أرجوكى خليكى متأكدة من

حاجة واحدة ان قلبى عمره ما دخله واحدة

غيرك
.



..............................-



الحلقة
الخامسة عشرة




أصبحت وحدى فى المنزل بعد رحيل سارة ويحيى الى بيت والدها .....البيت كئيب موحش بدونهم سبحان الله لا نعرف قيمة الشىء الا عندما نفقده .....مثل ملابس الانسان او ساعته لا يشعر بها الا عندما يرتديها او يخلعها لكن طوال
ماهى موجودة معه لا يشعر بها ......شعرت بكبر الفقد عندما رحلوا
........

سارة

الحبيبة التى تملأ الدنيا بهجة وتفاؤل ....... التى تمتص كل همومى مهما كانت مرهقة .......أصبحت أدخل المنزل وكأنى داخل مقبرة .....لا حياة ولا حركة .....ولعب يحيى

فى كل مكان تذكرنى بمشيته المضحكة واختباءه وراء الكراسى ظنا منى انى لا أراه

وكلماته القليلة التى تساوى كنوز الدنيا
......



كيف أضعت كل هذا من أجل

انسانة بالكاد أعرفها ولم أر منها الا مظهرها البراق الذى يخفى شخصية متسلطة ...وحتى لو كانت شخصيتها رائعة كيف اسمح للشيطان ان يجعلنى اخسر استقرارى من أجلها

؟ أليس الله هو من أختار لى سارة وأختارنى لها ؟ كيف أظن ان اختيارى أنا أفضل ؟! وأبدأ المقارنة السخيفة والظالمة ؟! يارب سارة تنسى كل الى حصل وترجع لى تانى
..................



بيتى وحشنى أوى .......مش عارف أنام فى اودتى القديمة

اللى عشت فيها أكتر من 20 سنة ؟ سبحان الله !! طبعا ماما فرحانة جدا بوجودى ونفسها

ان سفر عمر الوهمى يستمر شهور .....لكن بابا بغريزته وذكاؤه لم يصدق فكرة سفرعمر

ولاحظ من نظراتى الذابلة وردودى المقتضبة على عمر فى التليفون ان هناك مشكلة ولكنه

لم يسأل واكتفى بالدعاء لى ولعمر
........



وأخوتى سعداء بالطبع بوجودى انا

ويحيى ويلعبون معه ويشترون له مليون شيكولاتة فى اليوم ........و لكن يبدأ الصراخ

والشكوى عندما يمزق يحيى أوراقهم أو كتبهم أو يعبث بأدوية ماما أو يلقى نظارة بابا

من الشباك
!!

عندها أشعر بالحرج وأضربه تنفيسا عن ضيقى وحرجى وأشعر فعلا أنى

غريبة......... وأنى أفسدت نظام حياتهم واحدثت فوضى فى البيت........ و عندما يصحى

يحيى بالليل ويطلب طلباته العجيبة ويكون أخوتى ناييمن علشان مدارسهم أكون نفسى

أقتله علشان ما يصحيش حد من صراخه وآخذه وأتسحب فى الظلام وأجلس به فى الصالة حتى

يتعطف على وينام
..............



انا مش عارف الحقيقة سارة كانت بتعمل كل شغل

البيت والطبيخ كل يوم ازاى ؟ الشقة فى ظرف كام يوم تحولت الى ما يشبه الاسطبل ...ولكى أصل الى ملابسى قبل الشغل بأبقى عامل زى البهلوان بعد ما كنت أصحى أجدهم

مكويين ومرتبين وألبسهم زى الباشا
.....



الآن أبحث عن شراباتى فلا اجد الا كل

فردة لون .....وحاولت أغسل الملابس التى تحولت الى جبل وطمأنت نفسى أن الغسالة

الاوتوماتيك هى اللى بتغسل ومفيش مشاكل فوضعت كل الملابس مع بعض واخترت برنامج قوى

جدا وانتظرت النتيجة المبهرة
....



وطبعا كانت كارثة مدوية لم أعرف أن

الملابس تفصل قبل الغسيل كى لا تبهت الالوان على بعضها وكانت النتيجة أنى خسرت عدة

قمصان غالية تحولوا الى اللون الكحلى من بنطلون لعين دسسته فى وسطهم ...........ده

سارة لما تيجى ح أحطها فوق دماغى .....منك لله ياآية
!!!!



عمر يحاول أن

يكلمنى عشرين مرة فى اليوم ...ولا أرد عليه وأكتفى أحيانا باعطاء الموبيل ليحيى كى

يسمع صوت والده .......ووقتها يبدأ فى الضحك والحديث المتقطع والذى لم أفهم منه الا

يحيى وهو يسأل (بابا فين ؟) حتى الطفل يفتقده بشدة
.....



وأحاول أحيانا أن

أرد عليه وأوهم نفسى أنى أرد فقط شفقة عليه من الاتصالات المتكررة ولكن الحقيقة انى

أشتاق لسماع صوته الذى لم أحب صوتا غيره
.....



ورغم هذا أرد عليه بكلمات

معدودة وهو يسألنى أن أعود اليه وأعود لبيتى .....وأنا أصر على موقفى ومن داخلى

أتمنى أن أعود اليه وأنسى كل ما حدث ولكنى أريده ان يشعر انه جرحنى بشدة ولا يكررها

أبدا
.........



لم أستطع النوم وقمت أصلى ركعتين قيام الليل وجلست أقرأ بعض

القرآن وفتحت درج البوفيه الذى كنا خصصناه أنا وسارة لختم المصحف بصورة دورية وشعرت

بالخجل الشديد وأنا أرى انى فى خلال شهرين لم أقرأ الا أجزاء بسيطة مقابل ما قرأته

سارة
....



بل وعجبت انى وجدتها كتبت على بعض الأجزاء أن أمى هى التى ختمتها !!! حتى ماما ياسارة ؟
!



شعرت انى بعدت عن الله فى الفترة الماضية ولهذا كان

من السهل أن يسيطر الشيطان على تفكيرى .......رغم أنى كنت أرى من هى تفوق آية جمالا

وذكاء فى شركتى القديمة ولكن أبدا لم أنظر لواحدة لأنى كنت أخشى

الله
.........

ودعوت الله كثيرا أن يصلح من حالى ويرد لى زوجتى وابنى واستقرار

بيتى .....وجلست فى جلستى هذه وقت طويل وانا لا أعرف ماذا أفعل سارة لا تقبل

اعتذارى ولا ترد على مكالماتى وعندما أقول لها انى سأذهب لأحضرها بالقوة ترفض بشدة

وتقول لى أنها ستخبر الجميع بمشكلتنا لو فعلت هذا .........ماذا أفعل يارب

؟




وهدانى الله الى حل بسيط لا أعرف كيف تاه عن بالى واستحالة أن ترفضه سارة

بأى حال من الاحوال ولكنه سيستغرق عدة أيام فى تنفيذه .......ولكن لا يهم سأجند كل

أصدقائى أن يتموه فى أقصر وقت ممكن والله المستعان
........

مرعلى تركى لبيتى

حوالى اسبوعين فعلا اشتقت للعودة بجنون وما يزيدنى حيرة أن عمر لم يتصل من عدة أيام !!! ايه ده خلاص مش عاوزنى ؟ طيب أعمل ايه دلوقتى ؟ كان لازم أزعل أوى كده

؟




طلبته على الموبيل بعدما زاد قلقى أن يكون حدث له مكروه .......فلم يرد
....!!



جلست أكاد أموت من القلق ولا أعرف ماذا أفعل وفكرت أن أخبر والدى بكل

شىء ليذهب له ولكنى لم أستطع وقضيت يوما طويلا هاجمتنى فيه كل الهواجس الرهيبة.حتى

جاء الليل وانا أكاد أنهار حتى جاءنى صوت يحيى صارخا (بابا جه بابا جه
!!!!!!!)



لم أصدق أذنى وجريت لأراه يلعب أم أن عمر جاء بالفعل ؟! ووجدته

ينظر الى بشوق وكدت أجرى عليه وألقى نفسى بين ذراعيه أمام الجميع ولكنى خجلت وجلست

أراقبه صامتة وأنا أراه يخبر والدى أنه عاد من السفر مباشرة علينا !! (ياكدااااب ) ويخبر ماما انه جائع جدا من طول السفر!!! ويقبل يحيى بجنون وأراه يوزع هدايا على

الجميع وينظر الى باسما وكأنه يقول أتحداكى أن تكذبينى بعد الفيلم ده كله
!!!!

وكل هذا وأنا صامتة لا أتكلم وقمت لأحضر الطعام مع أمى وتركته جالسا مع أبى

وقلبى يكاد يطير من الفرحة لرؤيته وقرب عودتى لبيتى
....

ولم يتعمد أن ينفرد بى

أو يعطينى هدية مثل الجميع ....وأخييييرا همس لى بكلمة واحدة (وحشتيييييييينى ) وأخرج من جيبه شيئا ظننته هدية ولكنى وجدته جواز سفرى
!!



فتحته من دهشتى

وعقدت لسانى المفاجأة وصرخت من الفرحة والدهشة العارمة ........(معقووووووووووووووووول ؟!!)






الحلقة
الاخيرة






جلست على مقعدى فى الطائرة وأنا أتلو آيات قرآنية وأشعر برهبة
كبيرة ولا اتوقف عن النظر الى ساعتى والى خريطة سير الطائرة واكاد استحلف الدقائق

أن تمر كى أصل الى ما حلمت به منذ كنت طفلة ...لا أكاد أصدق نفسى انى بملابس

الاحرام وبعد ساعات سألمس الكعبة بيدى ...أنظر الى عمر بحب الكون كله الذى أهدانى

هذه الهدية التى تفوق كنوز الارض
......



لا أستطيع أن أصف فرحتى منذ رأيت

تأشيرة العمرة على جواز سفرى ومن وقتها وأنا أكاد أستوقف الناس فى الشارع لأخبرهم

أن الله دعانى ضيفة على بيته الكريم ....فكم من أغنياء رفض الله أن يدخلوا بيته

الكريم وألهاهم فى متع الدنيا كى يحرموا من هذا الشرف الرفيع ....وكم من فقراء لا

يملكون قوت يومهم دعاهم الله الى رحابه الطاهرة .....فنحن لا

نذهب الى الحج او

العمرة بارادتنا بل الله هو من يدعونا اليه


............







أشعر

بنبضات قلبى تعلو على محركات الطائرة وهى تهبط فى مطار جدة ...أتحسس ملابس الاحرام

كى أصدق فعلا انى لا أحلم ...سارة تكاد تطير من الفرحة وكل دقيقة تشكرنى على هذه

الهدية والعجيب انها لم تفتح أى حوار او عتاب فى مشكلتنا بل وكأنها نسيت كل أحداث

العالم وتذكرت فقط انها ذاهبة الى الله
.......



هبطنا الى مطار جدة الفاخر

وحدثت ماما ويحيى فى التليفون وبكيت عندما سمعت صوته ولكنى لم أستطع ان أصحبه معى

من مشقة الرحلة ...أول مرة أفارقه من يوم مولده ولكنى أفارق ابنى لأذهب الى حبيبى و

ملاذى وملجأى
........



ركبنا الاوتوبيس الموصل الى مكة وركبت سارة بجوارى

وأخذت أنظر الى جميع الركاب وأتأمل وجوههم المشتاقة الى زيارة بيت الله وأتأمل

الشيوخ منهم وأتساءل كيف سيقدر هذا الشيخ الواهن على أداء المناسك ؟ وكيف يجتمع كل

هذا الحب فى قلوب كل المسلمين الى شىء لم يروه أبدا ويقضون حياتهم كلها فى شوق الى

رؤية بيت الله الاعظم ......قد تجد من يجادل فى أشياء فى الدين ولكن لا يمكن أن تجد

مسلما قلبه لا يتوق الى زيارة مكة والمدينة
...



ودخلنا أسوار مكة وأخذت

أتأمل شوارعها الواسعة وأسواقها الكثيرة وخيرها الذى لا ينقطع وأتخيل ان مساكن

الصحابة كانت فى محل الفنادق الفارهة ....وكيف كانوا يتحملون هذه الحرارة العالية

التى نشكو منها الآن فى وجود المكيفات؟ كيف تحملوا العذاب فوق رمال الصحراء كى

يتخلوا عن دينهم ؟ونحن لا نصبر على القيام لصلاة الفجر؟







وصلنا الفندق

ووضعنا حقائبنا وتوضأنا انا وعمر ورفضت تناول اى طعام او حتى ان أستريح وهرولنا

لندخل الحرم ....ومشينا فى الاسواق وانا لا أكاد أرى البائعين الاسيوين والافارقة

ولا أرى بضائعهم الكثيرة ولا تحيد عينى عن اتجاه الحرم
.......



.
حتى أخيرا

وصلنا الى ابوابه وتعالت دقات قلبى وأنا اخلع حذائى وتمس قدمى رخامه البارد دوما

وأشعر ببرودته فى كل جسدى وقلبى ......أحاطنى سلام داخلى لم أعرفه من قبل وأنا أرى

أبواب الحرم الكثيرة وحوائطه الجليلة وكأنى سائرة داخل حلم لا أريده ان ينتهى
.....



حتى أخيرا وصلنا الى صحن الكعبة ورأيتها لاول مرة فى عمرى ....لم أصدق

عينى وأحسست انى أحلم وانتفضت وكأن زلزال هزنى بقوة ونفض عن قبلى سباته وغفلته

الطويلة ليخبره انه قد ولد الآن فقط ..........ولم أتمالك نفسى من الخشوع والرهبة

فسجدت وبكيت بكاء لم أعرفه طوال حياتى
...............



هل أستحق أن أكون هنا

يارب العالمين ؟ لقد أخطأت كثيرا وأذنبت كثيرا ويملؤنى الخجل من أن أقف ببيتك

الكريم وانا لا أستحق هذا الشرف ....أرى بيتك بعينى وقد أخطأت عينى كثيرا؟ أطوف حول

الكعبة بقدمى وطالما عصت قدمى ؟ ما هذه الرحمة ؟ انها لا تكون الا من رب رحيم عظيم
........



أطوف حول الكعبة ولا أشعر بالزحام ولا أشعر بافتقادى لابنى ولا

أشعر بزوجى بجوارى ولو كان كنزا ملقى تحت اقدامى ما شعرت به ....عرفت الآن لماذا

النظر الى الكعبة عبادة .......رؤيتى لها تغسل قلبى وروحى من دنس الذنوب وتفاهة

الدنيا وصراعاتها الشرسة ...انه ليس فقط احساس ولكنه تغيير داخلى يحيطنى ويشعرنى

انى اولد من جديد
.......

أمسك بيد سارة كى لا تتوه منى فى الزحام وأراها وهى لا

تتوقف عن البكاء من خشية الله وأشكر الله على هذه الزوجة الصالحة التى لولا فضل

الله ثم وجودها بجوارى وصبرها على لم اكن احقق اى نجاح ......لا أعرف لماذا أشعر

بنوع جديد من الحب تجاهها ولد هنا ....هل هو الحب فى الله جمعنى بها غير حبى لها

كزوجة وام ابنى؟ اللهم اجمع قلبينا على حبك فهذا الحب لا يمكن أن يموت
.......





وصلت للشوط الأخير من الطواف وانا أتصبب عرقا ودموعا .....دعوت

دعوات كثيرة وبكيت بين يدى الله أكثر وتذللت بين يديه أن يبدأ حسابى من يوم دخلت

بيته ....شكرت الله على نعمه التى أغرقنى بها ولم أشعر بها الا عندما سمعت دعوات

المجاورين لى والتى يشكو كل منهم حاله وابتلاؤه الى الله
.......





صلينا

ركعتين فى مقام ابراهيم ثم طاب لنا أن نصلى أكثر وأكثر ولم نشعر بالوقت وقلوبنا

ساجدة فى رحاب الله الطاهرة وحمام الحرم يطوف حولنا وكأنه سعيد بضيوف الرحمن
........

ذهبنا الى المسعى بين الصفا والمروة وبدأنا السعى ونحن نذكر الله

ونبتهل فى دعاؤه ولم أعرف فى البداية المسافة التى يجب ان نهرول فيها حتى وجدناها

محددة بضوئين أخضرين وهرولت مع عمر تيمنا بالسيدة هاجر حتى لفتت نظرى سيدة فاضلة ان

الهرولة للرجال فقط فى هذه المسافة
.........



وصلنا الى الشوط الخامس وانا

لا اقوى على السير فالمسافة طويلة جدا وتعجبت كيف لامرأة ضعيفة مثل السيدة هاجر ان

تهرول كل هذه المسافة 7 مرات بحثا عن ماء لوليدها ؟ ونحن الرجال لا نقوى على السير

مع وجود الارض الرخامية والسقف الواقى من لفحة الشمس؟




سارة انهكت ونبح صوتها

من فرط الدعاء والبكاء بين يدى الله .....وأخيرا انتهينا من السعى وأجلست سارة

تستريح وتدعو على جبل الصفا وذهبت أحضر لها ماء زمزم وأصريت أن أسقيها بنفسى وشربت

معها حتى ارتوينا




.....
وأخذنا ندعو سويا أن يحفظ الله ابننا يحيى ويجعله من

حفظة القرآن وندعو أن لا يكون هذا آخر عهدنا بالبيت وأن يأتى بنا الله فى هذه

الزيارة الكريمة مرات ومرات
....





نظرت الى عمر وكأنى أراه لأول مرة فى

عمرى كله ويملؤنى احساس ان قلبى ملىء من ناحيته بحب من نوع جديد .....حب فى الله .......حب أقوى وأعمق مئات المرات من حبى له كرجل أو كزوجى فهذا ممكن أن يضيع أمام

أى مشكلة ....أما أن أشعر أنى أرضيه لأنى أرضى الله فيه وأحبه لأنى أحب الله فيه ..... فهذا لا يمكن أن يضيع ولا يمكن أن ينتهى ....دعوت الله أن يحفظه لى ويجمع

قلبينا سويا حتى نهاية العمر فى زمرة المتحابين فى جلاله .....اللهم احفظ علينا

نعمتك التى لا تمنحها الا للقليل من عبادك وعلمنا شكرها وحق رعايتها ......اللهم

أدم علينا الحب فيك ومنك وبك يارب العالمين












تمت بحمد

الله